توالي فقدان المعلمات بسبب حوادث السير، موضوع قديم يتجدد، وغالبا يلام السائق الذي يريد أن يكسب لقمة العيش بقيادة السيارة لمسافات بعيدة، فيعرض نفسه، ومن معه للخطر. فجع الوسط التعليمي بالطائف بموت معلمة في حادث سير، كانت تنتظر الوظيفة منذ 12 عاما، وعندما وصلت لتحقيق غايتها، ذهبت ضحية حادثة سير، وذلك بعد أربعة أيام فقط من استلامها للوظيفة الجديدة، في جازان، وتركت مأساة لأهلها ومحبيها، ولكل الوسط التعليمي بالطائف وجازان، غفر الله لها، وأحسن عزاء أهلها. هل تلام وزراة التعليم التي سعت لتحقيق الحلم؟ لقد أعلنت منذ زمن، تعليمات تمنع المعلمات من العمل بعيدا عن بيوتهن، ولكن بدون نتيجة، ونظرا لشح الوظائف تضطر لتعيين المعلمات بعيدا عن مواقع إقامتهن، ليحظين بفرصة لخدمة الوطن. هل تلام المعلمة نفسها التي وافقت على وظيفة تبعد عنها مئات الكيلومترات بين الطائف وفيفا؟ ربما بسبب الحماس وطول الانتظار، تضطر المعلمة لسرعة القبول للوظيفة البعيدة، دون التفكير فيما يترتب عليها من مخاطر. كذلك السائق لا يلام، فهو بحاجة للقمة العيش، ومن المعروف أن القيادة تظل من أكثر وسائل المواصلات خطورة، خصوصا في الدول النامية حيث الالتزام بقواعد السير وأنظمة الأمن والسلامة، محل نظر، مما يجعل الأمر محفوفا بالمخاطر طوال الوقت، وهي خطورة تتكرر يوميا، خصوصا للمسافات الطويلة. الحل قد يكون، عدم السماح للمدارس النائية بالعمل بدون إيجاد سكن خاص للمعلمات يقام بجوار المدرسة، أسوة بالمساجد، حيث تلزم وزارة الأوقاف كل مسجد، حكومي أو خاص، أن يرتبط به سكن ملاصق للإمام والمؤذن، أو لن يعمل المسجد من الأساس. #القيادة_نتائج_لا_تصريحات يقول الأديب الإيرلندي أوسكار وايلد: كلنا ننام في الفناء الخارجي، ولكن بعضنا يحدق بعينه عاليا إلى النجوم.
مشاركة :