جمعية الإخاء الوطني... جهود مشرقة - ثقافة

  • 12/10/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

التسامح والتصالح مع الذات واحترام الآخر وتكريس القيم المرسخة للتعايش في وطن يسع الجميع، كل تلك المفردات البراقة تحتاج جهودا مخلصة لتعزيز كل الممارسات والسلوكيات السامية لجعل مفهوم الإخاء الوطني ثقافة سائدة، وليس استعراضا نلجأ إليه في المناسبات الوطنية وأمام فلاشات الإعلام ، فالشعب الكويتي جبل على التراحم والتعاضد والتشارك- دونما تفرقة وعبر قرون من الزمن- في بناء هذا الوطن وحمايته والتداعي للدفاع عنه كما حدث عندما غزا جيش النظام الصدامي البائد هذه الأرض الطيبة، فتشكلت في تلك الأثناء خلايا المقاومة الكويتية من مختلف الأطياف وقدم الكويتيون لوطنهم أروع صور التضحية بالنفس والمال والجهد، ونالوا إعجاب العالم في مشهد عبرت عنه دموع الراحل سمو الأمير جابر الأحمد الصباح أمام الأمم المتحدة تبيانا لما سطره أبناء الكويت وبناتها من ملاحم فدائية وبطولات استثنائية وفاء لتراب أرضهم الغالية، واستمر عطاء أهل الكويت و»فزعتهم» لإعمار وطنهم بعد تطهيره من براثن العدوان، هذا هو نهج الكويتيين في المحن وحينما تناديهم كويتهم بعيدا عن ما أفرزه- وللأسف- العمل السياسي وخصوصا على مدى السنوات الست الماضية من أطروحات طائفية ومناكفات ذات طابع عصبي وحزبي كاد أن يعصف بِنَا لولا عناية الله ثم حكمة العقلاء. نشأة جمعية الإخاء الوطني ورسالتها جاءتا بعد استشعار عدد من رجالات الكويت ونسائها خطر تنامى الخطابات المتطرفة والممارسات الإقصائية، وكان من بين هؤلاء الذين حملوا الراية الأستاذ موسى معرفي الذي يتولى هذه الجمعية منذ تأسيسها، وقد عمل مشكورا ومأجورا هو ومعه من طاقات وطنية شبابية تمثل مشارب مختلفة على وضع الخطط والبرامج التوعوية التي من شأنها صد هجمات من يريد النيل من تماسك هذا المجتمع وتعاضده وتقاسمه وحدة المصير . كما أن نشاطات هذا الكيان تتوزع على خطوط متوازية، منها ما يتعلق بنشر ثقافة الحوار الوطني، ومنها يتصل بتعزيز قيم الولاء والمواطنة والانتماء، ومنها ما يستهدف جمع أبناء هذا الوطن على كلمة الخير والمحبة والتكافل والعطاء . بحق، هي إشراقات مباركة يقوم بها جمع من أهل الكويت من أجل كويتنا العزيزة، ولذا علينا المبادرة بدعم تلك الجهود والعطاءات بكل ما استطعنا، فليس ثمة ما هو أغلى من هذا الوطن، وليس هناك ما هو أعز من أهله لاسيما وهم يرسمون بحبهم وتفانيهم وتضحياتهم لوحة متفائلة لأجيالنا الحاضرة والمقبلة .. ونسأل الله أن يديم علينا نعم الأمن والأمان والاستقرار في ظل قيادة سمو الأمير الحكيمة الشيخ صباح الأحمد الصباح حفظه الله ورعاه.

مشاركة :