الإخاء الوطني - ثقافة

  • 10/8/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

مع تطور دولة الكويت ومؤسساتها وتشكل العديد من التكتلات والتجمعات السياسية والحزبية والقبلية، فقد حاولت أن أبتعد عن الانضمام لأي تكتل أو حزب سياسي أو مذهبي أو طائفي أو قبلي، لإيماني التام بأن هذه التكتلات السياسية والحزبية والقبلية لن تجمع بين أبناء الكويت بقدر ما توجد كتلا وأطرافا متنافرة أكثر من أن تكون تكتلات وأحزابا تتنافس لخدمة الكويت وأهلها. وعندما عرض على الأخ الفاضل موسى معرفي فكرة المشاركة في تأسيس جمعية الإخاء الوطني لم أتردد لحظة واحدة بالمشاركة في دعم هذه الفكرة الوطنية الرائدة والتي نحن بأشد الحاجة لها في ظل الظروف التي تمر بها بلدنا الحبيبة الكويت. حيث إن المبادئ والأهداف الوطنية والإنسانية السامية التي تدعو لها الجمعية تتفق تماما مع المبادئ والقيم التي أؤمن بها وأدعو لها. ‎ومن مبدأ إيماني كذلك بالدستور الكويتي الذي ارتضيناه والذي كفل المساواة بين جميع المواطنين، حيث نصت المادة 29 على أن «الناس سواسية في الكرامة الإنسانية وهم متساوون لدى القانون في الحقوق والواجبات العامة لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين». ‎لذلك وافقت بأن أكون عضواً مؤسساً لجمعية الإخاء الوطني والتي أرجو أن تحقق الأهداف الوطنية السامية التي أنشئت من أجلها، ورغم الجهل السياسي والعلمي والثقافي النسبي الذي كنّا نعيشه بالكويت في القرن الماضي، فقد عاش أبناء الكويت في الماضي في بيئة كويتية تدعو للتعاون والتسامح والمحبة والإخاء، ونبذ كافة أشكال «التعنصر»، ولم تكن العنصرية والطائفية والتحزب بكافة أشكاله بالشدة والحدة والضراوة نفسها التي نعيشها في الوقت الحاضر بسبب حنكة وحكمة رجالات الكويت وأهلها في تلك الفترة. إلا أنه مع تقدم وتطور ونمو دولة الكويت سياسيا واجتماعيا وثقافيا، يؤسفني أن أقول وبحرقة وبألم شديدين بدأنا نلحظ بأن البعض منا رغم ارتفاع مستواه العلمي والتعليمي والثقافي إلا أنه أصبح أكثر عنصرية وطائفية وقبلية وخباثة سياسية من ذي قبل! ‎لذا أمل أن يتم دعم جمعية الإخاء الوطني من قبل الدولة ومن كافة مؤسسات المجتمع الوطني، لدعم المواطنة الصالحة ونشر قيم التسامح والإخاء والتآلف الوطني والعدل والمساواة بين المواطنين، ونبذ الأفكار التي تدعو للفرقة بين أبناء الوطن الواحد، كما أتمنى أن يتم تطبيق القانون ومواد الدستور على كل من يحاول أن ينتهك الوحدة الوطنية، سواء كان مواطناً أو نائباً أو مسؤولاً كبيراً، فالوطن للجميع. ويجب علينا كأعضاء في هذه الجمعية الوطنية الناشئة ألا نسمح بأن تخترق أو تستغل من قبل أصحاب التيارات والكتل والأحزاب السياسية والقبلية أو أن يتم تجييرها لخدمة هذه التيارات الحزبية والطائفية والقبلية، والتي تتعارض مع المبادئ والقيم والأهداف الوطنية السامية التي أنشئت من أجلها جمعية الإخاء الوطني، ودمتم سالمين. * عضو ومؤسس جمعية الإخاء الوطني

مشاركة :