أشكال الإخاء الوطني - ثقافة

  • 4/15/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

منذ فترة ليست بالقصيرة وأنا أتابع أنماط الحياة الاجتماعية في المجتمع الكويتي القديم وأحاول الاجابة عن الاسئلة المثارة في الوقت الحالي التي تحمل «النعرات والمهاترات والنزعات الشخصية... الخ». كلنا يعلم ان محبة الوطن هي محبة طبيعية فطرية في الانسان، وبما ان الوطن عبارة عن «جماعات انسانية» استوطنت منذ اكثر من 400 عام على هذه الارض المباركة، ارض الخير والمحبة والسلام لهذا تميز المجتمع الكويتي القديم بميزة عجيبة تتمثل بان هذه الجماعات تعيش متقاربة متجانسة متجاورة «رغم اختلاف المنابع والعرقيات والديانات واللهجات»، فلم تستغل جماعة أرضا او منطقة خاصة بها بل ان المنطقة الواحدة اشتملت الاطياف والعرقيات كافة كنسيج داخلي! كما ان افراد هذه الجماعات المختلفة قد تكاتفت وتعاونت وتجانست ومدت جسور الالفة والمودة والتفاعل والتعاطف والتواصل والحوار فتعززت قيمالتعدد والشراكة في اعمال المساندة والدعم في ايام عصيبة اثناء الكوارث والأزمات، التي واجهها المجتمع الكويتي «الهيلق والطاعون والطبعة والهدامة والجابرية»، وغيرها العديد من تلك المخاطر التي واجهها الكويتي وتجاوزها كالجسد الواحد، فمعركة «الرقة - القصر الاحمر- الصامتة - الغزو العراقي»، وغيرها من الاخطار الخارجية التي اختلطت الدماء دفاعا وتضحية لهذا الوطن وحبا وكرامة لحكامها وشعبها الوفي المخلص لهذا فنحن «نشتاق» لحياة «الطيبين»، الذين لا توجد بينهم فرقة او تفرقة ولا تعصب ولا تطرف ولا تمزق ولا احتقان، بل محبة صافية وجيرة دائمة وصداقة تتجسد في الديوانيات وحضور الافراح والأتراح، وتقاسم النون - دق الهريس - القريش - الغبقة - الدرباحة - الدامة - عماكور طاق طاق طاقية - خروف مسلسل - التيلة - غيرها من الانشطة والفعاليات التي تدعو للتسامح والتصالح والتصافح، حتى اصبح المجتمع الكويتي مثالا يحتذى وقبلة لمن يريد العيش والتعايش السلمي، فالحريات الشخصية والسياسية والدينية احد منابر التميز.والتحضر والتقدم ولتكون الكويت «عاصمة الثقافة» وعروس الخليج، وأميرها «قائد الانسانية» وشعبها المخلص الذي وقف امام «الفتن»، وتصدى للتحديات وافشال كل فكر يدعو الى التعصب المقيت. ان المجتمع الكويتي الحالي هو امتداد للمجتمع القديم فهو في عيش رغيد وسلام مديد لا تشوهه بعض الاقلام الطائشة ولا يعكره بعض الافعال الساقطة الواردة، ومازال المواطن الكويتي يتقاسم قوافل الخير الصادرة الى شتى بقاع المعمورة ينشر السلام، ويدعو الى المحبة والوئام فهذا هو الإخاء الوطني.* مختص بالشؤون الاجتماعية والنفسية

مشاركة :