كم منا يعرف حجم الدين العالمي، أي مجموع الديون المسجلة على جميع الحكومات وجميع مؤسسات القطاع الخاص حول العالم؟ هذا المبلغ الذي يتزايد يومياً هو 70 تريليون دولار، أي 7 وعلى يمينها 13 صفراً. وللعلم فإن هذا الدين ازداد بنسبة 40% خلال السنوات الخمس الأخيرة فقط، أي منذ الأزمة المالية العالمية التي انطلقت شرارتها عام 2008م في الولايات المتحدة، ومن غيرها يغرق العالم في أزمات مالية مفزعة!! وكذلك فإن النصيب الأكبر من هذا المبلغ المهول هو بالطبع للولايات المتحدة الأمريكية (الدولة الأكثر مديونية في العالم) وبنسبة 25% أو 17 تريليون دولار. وعليه فالمتبقي هو 53 تريليون دولار تشمل ديون القطاع الخاص الأمريكي! ماذا يعني ذلك؟ أولاً يؤكد مدى الأخطار المحدقة بالنظام المالي العالمي، فأي هزة مالية جديدة قد تحلق بالرقم عالياً إلى 100 تريليون أو أكثر! ويعني ثانياً أن معظم دول العالم تعيش على مبدأ الاستدانة لتغطية نفقاتها! أما الأسباب فمحصورة غالباً في اثنين لا غير: أولهما الفساد وسوء الإدارة. ذلك الفساد الذي يأكل الأخضر واليابس ولا يبقي من الخير ولا يذر. والفساد عادة ما يكون مركباً في معظم الحالات، إذ تلجأ الحكومات الفاسدة إلى مزيد من الاستدانة في غفلة عن شعوبها لتعويض الموارد المنهوبة. وبالتالي يكبر جبل الدين حتى يصبح جبالاً لتدفع في النهاية الثمن الباهظ الشعوب المستضعفة المغلوبة على أمرها، في حين تنتفخ أرصدة اللصوص انتفاخاً متفاوتاً حسب السلطة والموقع والمكانة. وأما السبب الآخر فهو الرغبة في توفير أكبر قدر من الرفاهية للدولة بغض النظر عن القدرة المالية. بالاستدانة تستطيع دولة مثل الولايات المتحدة مثلاً لعب دور البوليس العالمي عن طريق إنفاق مئات المليارات على التسلح وتمويل قدراتها العسكرية البشرية والتجهيزية. وتستطيع كذلك رفع الأجور باستمرار وإطلاق مشروعات جديدة باستمرار. هذه الدول لا يمكن أبداً أن تمد أقدامها على قدر لحافها. والحقيقة فإن ذلك نوع من الفساد المقنن المبرر. salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :