مزيج فريد من ألوان التراث ينتمي إلى أقاليم ومناطق جغرافية متنوعة على أرض دولة السودان الشقيقة، أبهرت به الأعداد الكبيرة من جمهور مهرجان الشيخ زايد التراثي، منذ انطلاقه 1 ديسمبر الجاري في منطقة الوثبة في أبوظبي، نظراً لما فيه من ثراء كبير في مكونات الموروث المحلي للشعب السوداني من حرف ومشغولات يدوية وعادات وطقوس شعبية، وغيرها من ملامح الإرث القديم. وقد منح ذلك جمهور الجناح السوداني في المهرجان، رحلة مجانية إلى أعماق الحضارة والمجتمع السوداني الذي يعتمد على جذور عربية إسلامية إفريقية عريقة جعلت من التواجد السوداني لأول مرة ضمن فعاليات الحدث الثقافي التراثي الكبير حضوراً مميزاً استحق الإشادة من الجميع . أحمد السعداوي (أبوظبي) على وقع الزغاريد وطبول الفرح الشعبية السودانية المنبعثة في ساحة الجناح السوداني، تحدث إلى «الاتحاد» ضياء الدين عبدالله سوميد، مسؤول ركن السعفيات في الجناح، مشيداً بالاهتمام الكبير من جانب المسؤولين في الإمارات وكل وسائل الإعلام بفعاليات مهرجان الشيخ زايد والحضور العربي والدولي الكبير ضمن فعالياته ممثلا في 17 دولة عربية وأجنبية. ويوضح سوميد، أنه يمثل ثقافة منطقة دارفور، حيث تعتمد أعمال السعف على عدة محاور، الأول قطع السعف من الجريد ثم تجزئته وتقطيعه إلى جزيئات، ويصاحب السعف شجر «الدليب» ويدخل في صناعة «المشلعيب» أو «دواكديس»، وهو عبارة عن وعاء من القرع وغطائه من السعف يوضع فيه الطعام المتبقى وتتم تغطيته وتعليقه بحبل في السقف في وسط المنزل للحفاظ عليه من الزواحف والهوام والقطط، وهناك «المندولة» من السعف ومن الخشب أو «الجدح» (باللهجة السودانية) المستخرج من جذوع الأشجار، وهذا «الجدح» في السودان، يعرف بـ «جدح الميارم»، و«الميرم» هي صفة للمرأة الماهرة في صناعة الطعام، وهذه المندولة يقدم فيها الطعام للضيوف في المناسبات العامة، حيث تبعث الأم لابنتها في أول يوم زواج عدداً من المندولة قد يصل إلى 15 واحدة، لإطعام أهل وأصدقاء العريس ويكون فيها العسل والملح والدجاج المشوي والحمام الأبيض، كما توضع أنواع أخرى من الأطعمة في المندولة بعدة طبقات الأولى فيها طعام مغطى بالعصيدة، الطبقة الثانية العسل، الطبقة الثالثة العصيدة وفوقها اللبن. «المصلاية» و«رجاي» ومن أعمال السعف أيضا ما يسمى بـ «البروش»، وهناك برش يسمى «المصلاية» ويستخدم للصلاة، وبرش يسمى «رجاي» وهو ناعم الملمس يستخدم في صناعة بيوت العرب الرحل، و صناعة السلال التي تتألف من 3 أنواع هي «القفة ذات الأذنين» و«القفة الجاب دلو» «القفة الصغيرة». وهناك صناعة قدامات الحلوى والفواكه والتمور للضيوف، أما «المندولة الصغيرة» فتستخدم في حفظ وتقديم بعض الأغراض المنزلية أو الحلوى، وهناك شنط أيضا من السعف استخدمت فيها ألوان وتصاميم من الدولة العثمانية حين كانت تسافر بعض النساء إلى هناك، فكن ينقلن إلى البيئة المحلية بعض أوجه الجمال من النقوش والألوان العثمانية في الثرايا والسجاجيد التركية، لتنعكس على صناعة حقائب النساء والمحافظ من السعف بهذه الألوان والتصاميم الجديدة آنذاك. أما «المفراكة»، فتستخدم أيضا في المطبخ السوداني التقليدي بديلا عن «الخلاط» الذي ظهر في العصر الحديث، فيتم عملها أيضا باستخدام السعف والخشب. ... المزيد
مشاركة :