أحلام مؤجلة

  • 1/1/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

مع إشراقة اليوم الأول في السنة الجديدة، قد يستدعي الناس، وأهل الإمارات ليسوا استثناء، ذكريات العام الفائت والأعوام الماضية، وبعض عناوين مكتوبة في الأجندة الشخصية أو العامة على أمل تحويلها إلى وقائع وحقائق. السؤال، باختصار شديد: كم لديك يا أخي القارئ، يا أختي القارئة، من الأحلام والمشاريع المؤجلة؟ الكثيرون منا يؤجلون مشاريعهم وأحلامهم، كلها أو معظمها أو بعضها، عاماً بعد عام، والمشكلة أنهم يؤجلونها، نتيجة الاعتياد، ببساطة متناهية، ولسان حالهم أن في الزمن متسعاً. إن في الزمن متسعاً إن شاء الله، لكن التعامل مع الحياة يشترط، أول ما يشترط، نوعاً من المواجهة، مواجهة الذات قبل مواجهة الآخر أو الموضوع. وعي أسباب التأجيل مهم، والعمل على تجاوزها مهم، لكن ترتيب الأولويات أولاً. لا بد من أن يكون أولاً. وفي نهايات الأعوام يجدر بالإنسان أن يفكر في ما أنجز في العام الماضي، وماذا يريد أن ينجز في العام الجديد. على الإنسان أن يحتفل أولاً بالعام الجديد بهذا الأسلوب قبل أن يفكر في مكان سهرة رأس السنة. على سبيل المجاز لا الحقيقة في كل الأحوال، فمعلوم أن سهرة رأس السنة ليست أولوية عند الجميع، لكن ترتيب أولوياتهم أيضاً ليس أولوية عندهم، ولا معرفة أسباب التأجيل، ولا التفكير الجاد بالمستقبل. الجدية هنا لازمة، فالوقت الذي يتعامل معنا بكل هذه الجدية والصرامة يتطلب منا معاملة جادة وصارمة بالقدر نفسه وأكثر. والوقت متقلب حتى عده البعض لئيماً وغادراً، لكنه، في الواقع، أميل إلى المزاجي: يبتسم من دون أن تتوقع وكذلك يعبس أو يغضب. هوايته الفجأة والبغتة، ويضع لك الفخاخ في طريقك، ثم يختفي وراء الناصية وهو ينتظر ردود فعلك أو يتفرج عليك. فكن جاداً في مواجهة كوميديا الوقت السوداء، وحاذر أن تستسلم فتحتل آخر الركب. كن دائماً في مقدم الموكب، ًكن أنت أنت نفسك، حيث التكرار للتأكيد، وحيث سنوات عمرك المقبلة تصبح أجمل وأكثر إقبالاً كلما حققت ذاتك ذاتك، وليس التكرار، ثانية، إلا لتأكيد المؤكد. فهل أنت مستعد وكم وكيف؟ هل عددت شهور وأسابيع وأيام العام الجديد؟ هل أحصيت ساعاته ودقائقه وثوانيه؟ إذا أخطأت في العد فأعد المحاولة وستصل إلى النتيجة. بذل الجهد شرط نجاح العمل، والمعرفة أول الطريق، فهل عرفت نفسك حتى تعرف كيف تتعامل مع عامك الجديد وزمنك الجديد؟ هل تعرف أولوياتك؟ إذا كنت لا تعرفها فتعرف إليها منذ الآن. عاقرها في النوم واليقظة، ولا تستيقظ إلا على أحلامك المستيقظة. تأمل مشاريعك وبرامجك وجداول عملك وأملك قبل أن تتأمل وجهك في مرايا الصباح، وثق أنك والوقت في لعبة جادة وإن شابهت لعبة اختراق الضاحية. عليك أن تسبق وتصل أولاً. عليك أن تزين نهاراتك بالثقة والطمأنينة، وعليك أن تعرف أكثر حتى تزرع أكثر وتزرع أكثر. إنك تؤجل حياتك عندما تؤجل أحلامك، فلا تفعل. ابن الديرة ebn-aldeera@alkhaleej.ae

مشاركة :