التوعية مفتاح النجاح - مقالات

  • 1/5/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يقال إن الامم المتقدمة هي الأمم الواعية، ويمكن التمييز بين الشعوب عن طريق قياس نسبة الوعي. لا تتعب نفسك وتبحث في تاريخ الشعوب أو تستمع إلى محاضرة عن عظمة هذا الشعب أو ذاك، كل ذلك غش وخداع، الميزان الحقيقي هو مقدار انتشار الوعي بين الجماهير. تصل مطار أي دولة، البوابة الاولى لأي بلد، فتشاهد الموظفين يعملون بوعي ومقدرين مسؤولياتهم، وتخرج إلى الشارع فتشعر بأن الناس يحترمون قوانين المرور رغم الازدحام، وتشاهد جمال الطبيعة حولك ونظافة الشوارع واحترام المشاة، تجد كل معاملاتك تسير في معظمها وفق الأنظمة والقانون الذي يعيه الناس ويحترمونه، وتزور دولة أخرى وتشاهد قلة الوعي وأحيانا انعدامه منذ اللحظة الأولى لدخولك البلد، فالمرور فوضى والشوارع قذرة وأنت كإنسان تصبح هدفاً للمبتزين في كل مكان، الأولى شعبها واع والأخيرة شعبها غير واع. المواطن الواعي هو المواطن المحترم الذي يستمع إلى ما يفيده ويفيد بلده، وهو يؤمن بأنه وحده قادر على التغيير، أما المواطن غير الواعي فهو الذي لا يستمع ولا يُقدر حجمه كإنسان ومدى تأثيره. من أجل ذلك كانت التوعية هي العلامة الفارقة بين الشعوب، تُنجب الأم فتأتي إليها في منزلها مختصة لتوعيها حول صحة ابنها وكيف تربيه، يدخل الطفل المدرسة فيجد مواد التوعية غنية حول أهميته كمواطن وكيف يحافظ على بيئته وصحته ويحترم الآخرين، إذا اخطأ يُعاقب ليصبح العقاب توعية له بأنه يجب ألا يخطئ وإذا أبدع ينال حقه حتى يدرك أهمية إبداعه. الآن السؤال، هل نهتم نحن بالتوعية في بلادنا؟، الجواب نعم والحمد لله، السؤال الثاني من يهتم بها؟، التوعية في الكويت تهتم بها غالبا المنظمات الأهلية وتجد نشاطاتها في كل مكان، وقد نجحت في زيادات جرعات التوعية لدى المواطن، نحتاج فقط لاكتمال الصورة بإقناع الحكومة بزيادة جرعة التوعية لديها وتخصيص ميزانية مناسبة لأهمية التوعية، نحتاج من الداخلية على سبيل المثال، زيادة مخصصات التوعية المرورية ولو فعلوها فسوف تختفى من شوارعنا تلك التعديات التي تجعل آخر سيارة تصبح أول الصف بالقوة، هذا مثال بسيط نراه كل يوم وهناك أمثلة كثيرة من جوانب حياتنا مسؤولية بقية الوزارات. أخيراً لا يفوتني شكر وزارة التربية التي أضافت كلمة الصحة على التربية البدنية لتصبح التربية البدنية والصحية، وإذا زادت جرعة التربية الصحية لدى أبنائنا وبناتنا فسوف يأتي يوم تنخفض فيه السمنة ويقل السكري ويزداد الكشف المبكر للسرطان وتقل الأمراض، التوعية مفتاح النجاح لكل شيء، حقيقة علمية. kalsalehdr@hotmail.com

مشاركة :