«مفتاح الأشغال عند المقاول»! - مقالات

  • 4/5/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أدهشني وأضحكني في الوقت نفسه، رد وزارة الأشغال على أسباب غرق نفق المنقف، بان مقاول شركة الصيانة المتعاقد مع الوزارة كان متغيباً عن عمله وبحوزته مفتاح غرفة صرف المياه! بالله عليكم من يصدق هذا الرد... هل هو استخفاف بعقول البشر أم ماذا؟ هل نحن في دولة أم في شركة؟ ثم ما نوعية هذا المقاول الغائب، والذي لا يعلم شيئاً عما حدث من كوارث؟معظم علماء الفلك كانوا يحذرون الناس من مغبة الاحوال الجوية في مارس الماضي، وان هناك سحبا سوداء داكنة قادمة الى البلاد وتحوم في مناطق معينة في سماء دول الخليج، ويعني ذلك ان الكويت كانت محل انظار العالم، لان يكون لها نصيب من هذا الامتداد المناخي الكبير، الا ان بعض المسؤولين عندنا يرونها وكأنها مزحة، وبالتالي دفعنا في المقابل، ثمن هذا التجاهل والاستهتار بحياة البشر. فما كان يتحدث عنه الفلكيون ويحذروننا منه، قد حدث. ومن خلال جموع السحب الداكنة التي غطت سوادها البلاد نزل المطر بكميات كبيرة لم يتوقعها الجميع، ففي ظرف ساعة أغرقت مياه الامطار شوارع الكويت الرئيسية والفرعية، حتى وصلت البيوت والمحلات، وتعطل السير وغرقت مركبات وتوقفت محركات أخرى. ونحمد الله على انه لم تسجل حالات وفيات، حيث تم إنقاذ عشرات الأشخاص.وما ان تبددت السحب وأنقشعت أشعة الشمس وتبخرت مياه الامطار، حتى انكشفت الاسرار. انكشف سر الاهمال الحقيقي لوزارة الاشغال مع انخفاض منسوب المياه على الطرقات والجسور، وظهر غياب الدور الحقيقي للوزارة وللمقاول معا في صيانة وتنظيف المناهيل، فالتقاعس في متابعة فحص وسلامة مضخات سحب المياه كان واضحاً، وكان احد الاسباب الرئيسية التي أدت الى تعطيل وغرق الشوارع وتأخير مصالح العباد، فأعمال التنظيف التي قامت بها فرق الصيانة، كشفت عن وجود كميات مهولة من المخلفات الثقيلة. فكيف لا تأتينا الكوارث ان كان الإهمال سائداً.لقد قام فريق الطوارئ التابع لأعمال الصيانة والتنظيف، بجهود جبارة لتصحيح الاوضاع، وكانت المفاجأة التي لم يتصورها أحد، وجود كلاب وقطط وفئران نافقة، إضافة إلى وجود أحذية ونعل وقواطي مياه غازية وإطارات في المناهيل. وبالتالي كيف لنا ان نصدق من خلال ما شاهدناه، ما تصرح به «الأشغال»، بان هناك متابعة حقيقية لعملية الصيانة، ان كانت مضخات سحب المياه عطلانة تماما وبدأت تعمل بعد إزالة تلك المخلفات؟إن مشكلة المناهيل المسدودة ساهمت بشكل مباشر في منع مرور المياه الى المضخات بسبب حجم القاذورات والاوساخ التي تهاونت معها وزارة الأشغال منذ سنوات، والسؤال الذي يطرح نفسه: أين هو دور قطاع الهندسة الصحية في وزارة الأشغال من ازمة امطار عطلت بلداً بالكامل؟ ولماذا لا يحاسب المقاول المتعاقد مع الوزارة في اي اهمال يصدر عن مشروعه الانشائي؟ أليس لكل مشروع فترة ضمان، تحت إشراف مهندسي الطرق؟ ثم لماذا تترك الوزارة مفاتيح غرف المضخات لدى مقاول المشروع لحين فترة الضمان؟ أليس الافضل ان تترك زمام امور أي مشروع لدى مسؤولي قطاع الصيانة في وزارة الاشغال؟في العام الماضي، أنفقت الكويت ملياراً و400 ألف دولار على مشاريع الطرق فقط، بينما لم نلحظ تحسنا في هذه المشاريع، وازمة الامطار كشفت المستور من ورائها... إذاً من يقف وراء فساد مشاريع البنية التحتية والمشاريع الإنشائية ومشاريع الطرق؟... نريد جواباً وافياً... ولكل حادث حديث...alfairouz61alrai@gmail.com

مشاركة :