اتفق الحزبان «الديموقراطي الكردستاني»، بزعامة مسعود البارزاني و «الاتحاد الوطني»، بزعامة جلال طالباني على إنهاء الخلافات بينهما وتوحيد خطابهما «لتحقيق المصالح القومية» الكردية. ويعاني الإقليم من أزمة بين الأحزاب الحاكمة، لا سيما بعد انتهاء ولاية بارزاني العام الماضي، لكن حزبه يسعى إلى تمديدها عامين آخرين، وسط اعتراض أحزاب «التغيير» و «الاتحاد الوطني» و «الاتحاد الإسلامي» و «الجماعة الإسلامية» التي تطالب بانتخاب رئيس جديد في البرلمان، فضلاً عن الخلافات المالية، وقضايا أخرى، تجلت حديثاً في منع قوات الأمن (أسايش) النائبين سوران عمر من «الجماعة الاسلامية»، وعلي حمه صالح من «التغيير» من دخول أربيل ما أثار حفيظة الأحزاب الأخرى. وأوضح صالح أن الحاجز الواقع على الطريق الرئيسي بين كركوك وأربيل «منعنا من الدخول لدى عودتنا من السليمانية». وجاء في بيان مشترك لحزبي بارزاني وطالباني، ممثلين بنيجيرفان بارزاني وكوسرت رسول أن الطرفين يسعيان إلى «تعزيز العلاقات (بينهما) تجاوباً مع الظروف المستجدة في مجال الحكم والعلاقات الكردستانية، وعلاقات الإقليم مع الحكومة الاتحادية ودول المنطقة والعالم، لتكون في مستوى التغييرات السريعة والكثيرة في المرحلة الراهنة وتصب في مصلحة شعب كردستان»، وشدد البيان على ضرورة «محاولة حل مشكلات وتعقيدات القوى السياسية في أجزاء كردستان الأخرى واحترام سيادة القانون وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخر، وكيفية حل الأزمة المالية التي تواجه شعب كردستان في شكل عام والموظفين في شكل خاص». وأكد الجانبان أنهما «يدعمان ويؤيدان حكومة الإقليم والمؤسسات المعنية في إيجاد حل وإجراء إصلاحات في المجالات اللازمة لتوفير معيشة شرائح المجتمع وتأمين رواتب الموظفين والاهتمام بمجالات النفط والغاز وضمان المزيد من الشفافية الضرورية، كما تم الاتفاق على وضع إجراءات مناسبة لحل المشكلات الأساسية في الإقليم، وعلى رأسها تفعيل برلمان كردستان فضلاً عن تشكيل لجنة مشتركة تضم ممثلي الأطراف السياسية لإجراء محادثات مع الحكومة العراقية والأطراف المعنية لحسم قضية المناطق التي تشملها المادة 140، ومن ثم الاستفتاء واستقلال كردستان، الى جانب استمرار الاجتماعات بين الطرفين للتوصل بأقرب وقت الى اتفاق يمكننا في النهاية من وضع حلول مناسبة لمجمل المشكلات» وتابع أن «الاجتماع ناقش كيفية معالجة الأزمة المالية ودعم عمل الحكومة والمؤسسات المعنية لتنفيذ الإصلاحات وتوفير رواتب الموظفين والاهتمام بقطاع النفط والغاز وتحقيق الشفافية». وجاء الاتفاق «من منطلق الشعور بالمسؤولية التاريخية للحزبين في المرحلة الحساسة التي يمر بها إقليم كردستان والمنطقة وحماية المصالح العليا لشعبنا ومكتسبات ما بعد الانتفاضة التي تحققت بالدماء والكفاح ونتيجة العمل المشترك والمتآلف ووحدة البيت الكردستاني». وشدد شوان رابر، القيادي في «الجماعة الإسلامية الكردستانية»، على ضرورة أن» يتدخل رئيس الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود بارزاني في شكل مباشر في معالجة الأزمة السياسية في الإقليم لأن تدخله سيساهم في حل تلك المشكلات في شكل أسرع باعتباره رئيساً لأكبر حزب سياسي كما أنه شخصية مؤثرة في الإقليم».
مشاركة :