من أجل عيد سعيد لأمة الإسلام | أ.د. سامي سعيد حبيب

  • 8/5/2013
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

يومان اثنان أو ثلاثة أيام على أكبر تقدير تفصلنا عن عيد الفطر لهذا العام 1434هـ الذي نرجو أن يكون سعيداً فكل عام وبلاد الحرمين الشريفين وجميع بلاد المسلمين وأمة محمد صلى الله عليه وسلم جمعاء بألف خير وعافية وأمن وعزة ومنعة وتمكين في الأرض وسؤدد وفرح وسرور بالتوفيق لطاعة الصيام والقيام والاحتفاء بالقرآن، وقد مرت الأمة في ذاكرة التاريخ القريب برمضانات عدة كان واقعها أقرب لرسم الفرحة على الوجوه وما ذاك إلا باتحاد الكلمة النسبي يومئذ وبالمنجزات العظيمة التي نتجت عن تكاتف العديد من الدول العربية في تحقيقها بناءً على ذلك التعاون النسبي ومن أنصعها مثالاً انتصار حرب العاشر من رمضان المجيدة 1973م، انتصار أعطى لفرحة عيد ذلك العام طعماًً ونكهة لا عهد للمسلمين بها منذ قرن ونيف، فرحة كانت ممزوجة بعبير العزة الإيمانية وبنفح الثقة بعد الله تعالى بالذات وباسترداد قدر من كرامة الأمة، جزى الله كل من ساهم في صنع ذلك النصر وثبت عليه خير الجزاء. الكلمة السحرية التي تحقق بها ذلك النصر التاريخي بعد توفيق الله كانت التعاون العربي المشترك على الخير. وربما لم تواجه الأمة في تاريخها الحديث تحديات تهدد كيانها ووجودها كما هو اليوم، فدول كسوريا مثلاً انزلقت بفعل إجرام نظامها الحاكم إلى دركات لا ينفع معها سوى الحسم العسكري، ودول كالشقيقة الكبرى على وشك أن تدخل في حرب أهلية لا قدر الله، ولا يزال ثمة فرص سانحة للسعي بالصلح بين فرقائها على أن يكون الصلح مبنياً على مرجعية الأمة على مر تاريخها الكتاب والسنة ففيهما العلاج، وأن أي طرح يصطدم بثوابت الدين فهو مرفوض، فليس من حق أحد كائناً من كان أن يستدرك على الله ورسوله، كما أنه ليس من حق أيٍ كان أن يُعطِّل ما جاء عن الله ورسوله من نصوص وتوجيهات لأنها لا تناسب هذه الجهة أو تلك. ولا مانع في الجمع بين علماء الشرع وعلماء فقه الواقـع بالاستفادة من خبرات طبقة التكنوقراط، حيث إن قضايا العصر أصبحت كثيرة ومتشعبة وتشتمل على أمور فنية معقدة يعرفها المتخصصون، وحيث إن الحكم على الشيء فرع عن تصوّره كما تقول القاعدة الأصولية، فإن أولى من يتصدى لحل قضايا الأمـة المعاصرة والتصدي للحوار الإصلاحي هـم أولئك الذين يجمعون بين العلم الشرعي وفقه الواقع القائم على الاطلاع على ما لدى الآخـر على مستوى العالم، ومتابعة كل المستجدات، فيتمكن من خلال المعرفة الشرعية والإلمام بالعالم على صورته الحقيقية لا المتوهمة من التوصل إلى الاجتهادات الأقرب للحق والصواب والمراد الشرعي. إن من شـأن اتباع نهج الجمع بين الفقه الشرعي وفقه الواقـع أن يضيق هـوّة الخلاف بين الفئات المتصارعة، وأن يبني الجسور لتقارب وجهات النظر، والاقتراب من وجهات نظر وطنية لقضايا العصر الشائكة. وهنا يتطلع المسلمون وهم صائمون قائمون إلى أن تقوم المنظمات الإسلامية الكبرى كمثل منظمة التعاون الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي والأزهر الشريف وسواها بالتوافق على اختيار لجان مصالحة من خير الشخصيات الإسلامية التي لها قبول كبير عند الشعوب المسلمة للسعي بالصلح بين الفرقاء في البلاد الإسلامية التي لا تزال فيها الأوضاع قابلة للحوار والسعي بالصلح حقناً للدم المسلم الحرام، وعدم ترك مساعي الصلح للدول الكبرى والتي لا يهمها في واقعنا الأليم سوى تحقيق مصالح الدول الكبرى، ولتكون فرحة العيد بعودة السلم الأهلي لمصر وسواها من بلاد المسلمين، وبعودة التعاون على الخير في خير أمة أخرجت للناس. ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وصف ابنه الحسن بن علي رضي الله عنهما بالسيد لإصلاحه بين فئتين من المسلمين عظيمة (إن ابني هذا لسيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين). للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (42) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :