تفاقم الجرائم ضد الإنسانية بالطائرات بدون طيار | أ.د. سامي سعيد حبيب

  • 8/12/2013
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

تتعرض بعض الدول الاسلامية كباكستان لغارات جوية من قبل طائرات من غير طيار يقال إنها تستهدف قتل رجال القاعدة و غيرهم من "الإرهابيين"، ولكنها قتلت العشرات ممن أصبح يطلق عليهم الضحايا "الجانبيين" أي الأبرياء من الأطفال و النساء و العائلات وهم نائمون آمنون مطمئنون ضمن أسوار بيوتهم التي تهدم عليهم ، و صور الضحايا خصوصاً تلك التي نشرت في مواقع الشبكة تهز الوجدان و تضج إلى بارئها شاكية من الذين سلبوها نعمة الحياة التي وهبهم الله إياها و هم بعد لا يزالون في مقتبل العمر ، و باستخفاف شديد بقيمة الحياة البشرية ، و إزهاق الأرواح فيما يشبه القتل بدم بارد في ألعاب الفيديو. وتتسم الهجمات الجوية بالطائرات الموجهة ( بدون طيار ) و التي غيرت من قواعد الاشتباك في العالم أو على الأقل في مهاجمة دول العالم العربي الإسلامي بإشكاليات كبيرة بالنسبة لما يسمى بالقانون الدولي وحقوق الإنسان و سيادة الدول ، فمثلاً إما أن تتم تلك الهجمات العدوانية بعلم الدولة التي يتم استهداف مواطنيها و بالتعاون والتنسيق بين الأطراف في القتل الجماعي غير المميز بين الأهداف "المشروعة" و الأخرى البريئة وهي الغالبية حيث تؤكد العديد من المنظمات الدولية بأن ما يزيد عن 95% من قتلى الطائرات الموجهة هم من الأبرياء الذين لا ناقة لهم و لا جمل في الحرب على الإرهاب ، أو أن تقع تلك الهجمات بدون علم الدولة المعنية و بالتالي انتهاك سيادتها و ذلك في العرف الدولي بمثابة إعلان حرب على تلك الدولة و التي عادة ما تكون من الدول الضعيفة نسبياً. الذين لا تؤلمهم ضمائرهم فيما هو جارٍ على مستوى العالم من هجمات جوية خفية متزايدة بالطائرات الموجهة من قتل إجرامي ضد الأبرياء عليهم أن يعيدوا التفكير طويلاً ليس من منطلقات الاعتبارات الإنسانية والمسؤولية أمام الله يوم الدين فحسب ، بل من منطلقات الخوف على الذات وأبناء الوطن فانتشار هذا النوع من السلاح الخفي الذي يغتال الناس دون سابق إنذار آخذ في التوسع و الانتشار حيث لن تقتصر تقنيات القتل والاغتيالات على عدد معدود من الدول على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل إذ أنه يوجد حالياً ما يزيد من مائة دولة تعمل بجد واجتهاد كبيرين على تطوير طائرات موجهة خاصة بها على اختلاف أنواعها و أحجامها و قدراتها على الطيران و حمولاتها العسكرية من عدد من الغرامات إلى صواريخ فتاكة كمثل صاروخ "هيل فاير" أو نار الجحيم الأمريكي. ولعل ما هو أخطر من تفشي تقنيات الطائرات الموجهة في جميع أرجاء المعمورة حتى سيأتي زمن غير بعيد يمكن للمجموعات غير النظامية من تطويرها كما هو حاصل أو شبه حاصل مع حزب الله الشيعي اللبناني ، هو انتشار ثقافة القتل أو الاغتيالات بالطائرات الموجهة صغيرها و كبيرها و على مستوى العالم دون تخوف من العواقب وليس فقط بين الدول و التكتلات البشرية المتناحرة بل حتى في الداخل ، فالإدارة الأمريكية مثلاً ترى أنه من القانوني أن تقوم بتلك العمليات إذا قررت أن المستهدف يشكل خطراً على الأمن القومي الأمريكي ؟!. أي أنه في إطار ربما عقد من الزمان يكون من واقع الحياة بل ومن الأخبار اليومية أن يتسامع الناس عن اغتيال فلان من الناس بالطائرات الموجهة من قبل جهات مجهولة. وأول خطوات تفادي هذا السيناريو المخيف هو القضاء على ازدواجية المعايير التي تسود العالم ، وتجاوز ثقافة الاستثنائية الخاصة في أحقية قيام دول بعينها دون دول أخرى بالقيام بالاغتيالات الخارجة عن القانون لمواطني الدول الأخرى خصوصاً إذا لم تكن الدولتان في حرب معلنة فيما بينهما ، و الإجراء الثاني الضروري لإيقاف انتشار اغتيالات الفجاءة بالطائرات الموجهة في جميع أرجاء المعمورة هو السعي لتوقيع اتفاقية عالمية تحرم و تجرم قتل الناس دون ذنب بالطائرات الموجهة. كل عام و أمة محمد صلى الله عليه وسلم بأمن وأمان و عزة في الأوطان و تمكين في الأرض. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (42) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :