دبلوماسية موازية لمنع إخوان ليبيا من اللجوء إلى الإرهاب بقلم: صابر بليدي

  • 2/2/2017
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

دبلوماسية موازية لمنع إخوان ليبيا من اللجوء إلى الإرهاب بدأت ماهية الزيارات المتتالية لرئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي للجزائر، ولقاءاته المتكررة مع الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، تتضح للمتتبعين والرأي العام، في ظل بروز معالم عمل دبلوماسي إقليمي مواز لمعالجة الوضع الأمني والسياسي المتدهور في ليبيا، حيث تعول الجزائر كثيرا على الغنوشي لاستقطاب تيار الإخوان الليبي إلى الحراك الدائر بغية التوصل إلى تسوية سياسية شاملة بين جميع الأطراف الفاعلة في طرابلس. العربصابر بليدي [نُشرفي2017/02/02، العدد: 10531، ص(4)] يصعب التمييز بين العسكري والإرهابي الجزائر - كشفت تطورات الحراك الدبلوماسي غير الرسمي على خط الجزائر تونس، أن الحظوة الرسمية للزيارات المتكررة لزعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي إلى الجزائر، تتعدى حدود الصداقة والعلاقات الحميمة التي تربطه بكبار المسؤولين في الدولة، وأن عدم شغله أي منصب رسمي في بلاده، لا يشكل عائقا أمام بذل أوراقه لدى منتسبي التيار في ليبيا، وفق أجندة جزائرية تستهدف استدراج تيار الإسلام السياسي إلى المشهد الجديد، وإنقاذ الإخوان من شراك الإرهاب الذي يهددهم. وأكد اللقاء، الذي جمع في الأيام الأخيرة، مدير ديوان الرئاسة الجزائرية أحمد أويحيى، بزعيم إخوان ليبيا علي الصلابي، في بيت راشد الغنوشي بالعاصمة التونسية، جدية الحراك الموازي الذي يقوده زعيم حركة النهضة بإيعاز من الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، خاصة وأن اللقاء تجاوز مرحلة جس النبض والحواجز النفسية، إلى أجندة تستهدف انخراط إخوان ليبيا في الحراك الدائر، وعزلهم عن خيارات التطرف والإرهاب. ويشكل تكليف الرئاسة الجزائرية لمدير ديوانها أحمد أويحيى، بمهمة التواصل وإقناع رموز الإخوان في ليبيا، عبر بوابة راشد الغنوشي، ومحاولة معالجة الأزمة بنسخة مكررة من مشروع “الوئام المدني” الذي أطلقه الرئيس بوتفليقة في 1999 لوقف الأزمة الدموية في بلاده، جدية المسعى الجزائري في تفكيك قنبلة الإسلاميين في المنطقة، بعزل التطرف والإرهاب عن القابلية للمساهمة في المشهد السياسي، أسوة بتجربة الجزائر التي حيّدت التنظيمات الجهادية المتطرفة عن الفعاليات السياسية ذات المرجعية الإسلامية. وذكرت مصادر متابعة، أن رموز الإخوان الليبيين عبرت للوسيطين الجزائري والتونسي، عن استعدادها لاستنساخ النموذج الجزائري في معالجة الأزمة الداخلية، والمساهمة في الحراك الدبلوماسي والسياسي الإقليمي والمحلي، رغم عدم اقتناعها الكلي بالتنصل من أذرعها المسلحة في ظل استشراء السلاح والانفلات الأمني، وحتى تداخل التأثيرات والولاءات الإقليمية. ويرى مراقبون أن المسألة تحفها الكثير من المخاطر والتحديات، فارتباط الإخوان المحليين منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي في 2011 بقوى إقليمية فاعلة كتركيا وقطر، واتصال الفعل السياسي بالعسكري والأمني في ليبيا، ولدا حالة من الرفض المبدئي داخليا وإقليميا لحضورهم في أي تسوية أو حوار بين الفرقاء. ارتباط إخوان ليبيا بقوى إقليمية كتركيا وقطر، واتصال الفعل السياسي بالعسكري ولدا رفضا لحضورهم في أي تسوية وتقول مصادر مطلعة، أن الجزائر التي تراهن على زعيم حركة النهضة التونسية لإقناع الإخوان بخيار فك الارتباط مع السلاح والانخراط في المشهد السياسي، تبذل جهودا أخرى بالموازاة لإقناع جناح قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، والطرف المصري الرسمي للقبول بدور للإخوان في المشهد الليبي، وذلك قبيل القمة الثلاثية المنتظرة بين قادة كل من مصر والجزائر وتونس، لإطلاق مسار حوار ليبي ليبي شامل لإيجاد تسوية سياسية تشارك فيها جميع الأطراف. وكان رموز الإسلام السياسي الليبي أبرز الغائبين عن الجولات التي قادت الأطراف الليبية للجزائر خلال الأسابيع الأخيرة، الأمر الذي طرح عدة استفهامات بالنظر إلى الحضور السري المتكرر لكل من علي الصلابي وعبدالحكيم بلحاج للجزائر في مناسبات سابقة عكس المدة الأخيرة. وذكرت مصادر مطلعة لـ“العرب”، أن العودة المنتظرة لإخوان الجزائر إلى الواجهة في المؤسسات المقبلة (الحكومة والبرلمان)، تحركها رغبات في هرم السلطة لاستقطابهم من جديد من خندق المعارضة، من أجل الإسهام في تكريس إمكانية تعايش الإسلاميين مع باقي التيارات في الخارطة السياسية والمؤسساتية، لإقناع الفاعلين في المنطقة بصواب المقاربة الجزائرية في هذا المجال وإسقاط التجربة على الوضع في ليبيا. وأضافت ذات المصادر أن “السلطة الجزائرية ترمي بكل ثقلها لفك الارتباط بين الإسلاميين والتطرف الإرهابي، وتعول على الإخوان المحليين لأداء دور في الأزمة الليبية بعد انتخابات الربيع القادم، بالنظر إلى القواسم المشتركة بين منتسبي التنظيم، وتحويل التجربة المحلية وتجربة حركة النهضة التونسية إلى نموذج يكفل للإسلاميين النجاة من شراك الإرهاب”. وكان تصريح أحد أقطاب الإخوان في الجزائر، الوزير السابق ورئيس جبهة التغيير عبدالمجيد مناصرة، قد ألمح في تصريح له إلى وجود صفقة ما بين الإخوان والسلطة، عندما ذكر بشأن التحالف المبرم بين جبهة التغيير وحركة مجتمع السلم “حمس” مؤخرا، بأن “جهات في السلطة نصحتهم بالتحالف”، وهي إشارة واضحة إلى عودة الدفء بين الطرفين بعد خمس سنوات من الجفاء. وتشير معطيات من بيت الإسلاميين في الجزائر إلى وجود مساع لتوحيد تحالفي “الاتحاد من أجل جبهة العدالة والتنمية” و“النهضة” و“البناء الوطني”، و“حمس” و“التغيير”، لتشكيل قطب سياسي واحد من أجل دخول الاستحقاقات الانتخابية القادمة واستغلال استعداد السلطات لاستقطاب الفاعلين الإسلاميين في الخارطة السياسية، وتوظيفه في تصدير النموذج الجزائري لحل الأزمة الليبية عبر نسخة مكررة من مشروع “الوئام المدني”. وتخوض الجزائر خلال الأشهر الأخيرة حراكا مكثفا من أجل إيجاد تسوية سياسية شاملة للأزمة الليبية، وتلافي خيارات الحلول العسكرية في المنطقة، بالنظر إلى ما تراه دفعا نحو تأزيم الوضع أكثر، حيث تحاول الاستفادة من موقفها الحيادي من صراع الأطراف المحلية والوقوف على مسافة واحدة بين الجميع، بمن فيهم الإسلاميون الذين يوجدون في محل رفض كلي من طرف خصوم الداخل وبعض دول الجوار. وتعد الميليشيات والأذرع العسكرية لإخوان ليبيا أكبر التحديات أمام مساعي الدبلوماسية الموازية، بالنظر إلى تداخل الأجندة السياسية مع الارتباطات الإقليمية وتوظيف السلاح، ولصعوبة التمييز بين الإسلاميين الإرهابيين والتنظيمات الجهادية، وبين القوى الإسلامية السياسية القابلة للانخراط في المشهد المنتظر، لا سيما في ظل نزوع فصائل التنظيم في عدد من الأقطار للسلاح كوسيلة لفرض الإسلام السياسي، عكس الوضع الجزائري الذي وفقت فيه السلطات في عزل المتشددين والمتطرفين عن الراضين بخوض اللعبة السياسية. :: اقرأ أيضاً روسيا تتحرك لإعادة تأهيل الأسد عربيا المؤسسات الأميركية تقود تمردا ضد إدارة ترامب قانون جديد للانتخابات يسهّل الاختراق الحزبي للجيش والشرطة في تونس روسيا تسارع لسد الثغرات أمام ترامب في سوريا

مشاركة :