هل تتعرض العلاقات السعودية – الهندية إلى انتكاسة؟ - أيمن الحماد

  • 4/15/2014
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

ربما لا يدرك الهندي في جبال الهملايا كم أن صوته الذي يدلي به في الانتخابات الأضخم على مستوى العالم مهم لدرجة كبيرة في تحديد أجندة دول يهمها هوية من يرأس الكرسي الأهم في هذا البلد، الذي يتوقع أن يفوق اقتصاده عام 2034 على اقتصاد الولايات المتحدة. وتدخل الانتخابات التشريعية الهندية منعطفاً حاسماً خلال الأيام المقبلة عندما يتم الإعلان عن الحزب الذي سيحرز الأغلبية في البرلمان، ويصبح لديه الحق في رئاسة الحكومة الخامسة عشرة في تاريخ الهند الحديث. وتلقي الترشيحات واستطلاعات الرأي بظلالها على تحليلات المراقبين، إذ ذهبت التوقعات إلى احتمالية فوز المخضرم "ناريدرا مودي" الذي ينتمي لأكثر الأحزاب الهندية القومية تشدداً وهو "بهاراتيا جاناتا" الذي ارتبط اسمه بالصدامات العرقية بين الهندوس والمسلمين. وترهق حادثتي المسجد البابري ومذبحة غوجارات كاهل "ناريدرا مودي" المرشح الأوفر حظاً، خصوصاً أن الحادثة الأخيرة قد اتهم شخصياً بالضلوع فيها كونه في ذلك الوقت يعتبر الشخص الأول في الولاية، إلا أن التحقيقات لم تثبت شيئاً بحقه. واستطاع "مودي" من خلال حنكة سياسية وبراعة اقتصادية تحقيق نقلة لسكان إقليم غوجارات الذين يعتبر المسلمون فيها أقلية تقدر نسبتها ب10%، واستفاد من تلك النقلة الجميع بما فيهم رجال أعمال مسلمون. لكن ما التأثير الذي يمكن أن يتركه وصول شخصية مثل "مودي" ينتمي لحزب ارتبط بأعمال عنف عرقية وولاية عصفت بها عدد من الصدمات بين الهندوس والمسلمين على علاقاتها مع حلفائها. في الواقع إن الهند كدولة تقف اليوم في موضع حساس للغاية، فمع الضغوط التنموية التي تعاني منها تبدو في أمس الحاجة إلى شخصية في مواصفات "ناريدرا مودي" استطاع تحقيق قفزة اقتصادية لإقليم غوجارات الذي يشغل فيه منصب رئيس الوزراء (كل ولاية هندية لديها حكومة مصغرة). وبالتالي فإن العمل مع الدول خصوصاً الخليجية وتحديداً المملكة، يجب أن يكون في إطار براغماتي، بعيداً عن أي تصرفات يمكن أن يشعر معها حلفاء الهند، أن الحكومة تقف لجانب ضد جانب، لا سيما إذا كان الطرف الآخر هم المسلمين، وعندما نستعرض الجانب التاريخي فإن رئيس الوزراء السابق أتال بيهار فاجبايي وهو من زعماء "بهارياتا جاناتا "، كان قد وقف في صف الرئيس الهندي السابق المسلم زين العابدين عبدالكلام، من أجل أن يحظى بالمنصب الذي يعتبر فخرياً في الجمهورية الهندية، وهذا يعطينا دلالة إيجابية ربما وإن كانت لا يمكن أن تكون حاسمة في وقت تبدو الصراعات ذات الطابع الاثني تأخذ منحنى تصاعدياً لايمكن تجاهله على مستوى العالم. إن العلاقات مع الهند في حال وصول "مودي" أمام فرضيتين، الأولى: دخول العلاقات بين نيودلهي والرياض مرحلة من الجمود، تعيدنا إلى فترة أواخر التسعينات، عندما كانت العلاقات الهندية - الإيرانية نشطة على حساب علاقاتها مع السعودية. أما الفرضية الثانية فتنسف الأولى وهذا يعني استمرار حالة الزخم بين البلدين، خصوصاً أن رئيس الوزراء المتوقع " ناريندرا مودي" يأتي بذات الخلفية الاقتصادية التي قاد بها العبقري الاقتصادي مانموهان سينغ رئيس الوزراء الحالي الهند العشر سنوات الماضية، إذ أن الهند اليوم في أمس الحاجة إلى دفع عجلتها التنموية بعيداً عن حدود الطائفة والعرق الضيقة، خصوصاً وأنها ترى "الصديق اللدود" الصين يسرع الخطى نحو قيادة العالم.

مشاركة :