الرفاعي: «النرجسية» تجعل المثقف يمنح نفسه صلاحية التصرّف الفردي

  • 4/18/2014
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أقام نادي أبها الأدبي مساء أمس الأول محاضرة بعنوان «تقلبات المثقفين» للكاتب والناقد خالد الرفاعي، وفي البدء تحدث مدير المحاضرة الدكتور عبدالوهاب آل مرعي مرحبًا بالضيف وتمنى أن تكون ليلة ثرية ولطيفة بوجود الحاضرين وتفاعلهم، وتحدث عن شيء من سيرة المحاضر. ثم بدأ الرفاعي محاضرته بالحديث عن تقلبات المثقفين في السعودية ودول الخليج وعدد من الدول العربية وخاصة الدول التي مرّت بها قافلة الربيع العربي، وأوضح أن تقلبات المثقفين تعني انتقالهم من حال إلى حال ومن موقف إلى موقف بسرعة مفاجئة لا تسبقها إرهاصات ولا ممهدات تضفي على هذا التقلّب مشروعية ما، وأشار إلى أن هذه التقلبات متصلة بالوقائع السياسية والاجتماعية والثقافية أكثر من اتصالها بالذات ولذلك تبرز في المواقف ولا تبرز في المنجزات الفكرية أو الأدبية. وعرض الرفاعي في محاضرته لتعريف المثقف ورأى أنه محكوم بدلالتين: إحداهما واسعة تشمل كل من يمتلك رؤية خاصة ويملك القدرة على التعبير عنها، والأخرى ضيّقة تعبّر عن المثقف الذي ينهض بوظيفة المثقف. ثم تحدث عن أبرز أسباب تقلبات المثقف، فأشار إلى النرجسية التي تجعل المثقف يمنح نفسه صلاحية التصرّف الفردي في القيم والمبادئ العامة، ومثّل لذلك بمطالبة أحد المثقفين بتصفية شخص معيّن بسبب اختلاف نظري بينهما في مواقف فكرية أو سياسية. كما تحدّث عن النفعية كأحد أسباب تقلبات المثقفين، وألمح إلى بعض الشهادات الثقافية التي تدل على أن من المثقفين من كان يتقاضى مقابلًا ماديًا أو معنويًا للمواقف التي تبنّوها مع علمهم بأنها تتعارض مع جملة المبادئ التي تندرج تحت «حقوق الإنسان». وأشار إلى أن الجانب الأخلاقي عامل مهمّ للمثقف. وختم الرفاعي المحاضرة بالإشارة إلى الدور الكبير الذي يجب أن تنهض به المؤسسات الرسمية لضبط الإيقاع، ولإعادة الهيبة للخطاب الثقافي. وعقب المحاضرة أُتيح المجال أمام مداخلات الحضور، وفي الختام شكر الدكتور أحمد آل مريع رئيس النادي المحاضر وكرّمه مع مدير المحاضرة بدرع النادي.

مشاركة :