هل غشنا صبري موسى بقلم: وليد علاء الدين

  • 2/26/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لن أقف أمام معظم الأخطاء الطباعية والإملائية وأخطاء عدم المراجعة التي زخر بها المجلد، فقناعتي أن هذه النوعية من الأخطاء مسؤولية الناشر ولا ذنب يُذكر للكاتب فيها.العرب وليد علاء الدين [نُشر في 2017/02/26، العدد: 10555، ص(15)] ظلت فكرتي الشخصية عن الأديب المصري صبري موسى -إلى جانب صورته التي صنعها الإعلام- مبنية على روايته “فساد الأمكنة”، وإعداده الشيق لسيناريو فيلم “البوسطجي” عن رواية الأديب المصري يحيى حقي. اليوم، أضيفت إلى صورتي عنه انطباعات من قراءة متأنية لمجموعاته القصصية الثلاث “وجهًا لظهر” 1966، و”مشروع قتل جارة” 1975، و”السيدة التي.. والرجل الذي لم!” 1999. التي يضمها المجلد الثالث من أعماله الكاملة الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب 2014. تغيرت فكرتي. لا أتحدث عن قيمة منتج صبري موسى الأدبي إنما عن صورتي الخاصة عن ذلك المنتَج. ولا أتحدث عن صبري موسى إنما أتحدث عن صورته التي خلقها الإعلام. نحتاج إلى بذل جهد من أجل صياغة صورنا الخاصة عن البشر والكتابة والأشياء، أو لمواجهة الاستغراق في صور الآخرين عنهم. بدت معظم القصص في المجموعات الثلاث مشاريع سيناريوهات مبدئية، انطلاقًا من أن منتج موسى صبري في مجال السيناريو يفوق عددًا منتجه في الرواية أو القصة القصيرة. هذه القصص تصلح أيضًا لوصفها بأنها مشاريع قصص قصيرة في انتظار كتابة. لا بأس في أن تكون هذه ملامح مدرسة موسى صبري في القصة القصيرة. وليس ذنبه أنها تختلف كثيرًا عن نموذج روايته “فساد الأمكنة” الذي بنيت عليه تصوري، من ناحية رعاية الكتابة كناقل للفكرة وخالق للعالم. موسى في معظم نصوص مجموعاته الثلاث (خاصة المتأخرة منها) مشغول بشكل شديد المباشرة بمحاولة الإمساك بأبعاد الفكرة البسيطة التي قرر أن يكتبها، وغير معنيّ كثيرًا بصياغتها ونحت عالمها، كأنما ترك هذه المهمة لصانع الفيلم أو التمثيلية الذي كُتبت من أجله الفكرة. لم أجرؤ على وصف ذلك بالاستسهال، فالكثير من القصص لا تخلو من المتعة والدهشة، لذلك فضلت أن أصفها بأنها طريقة في الكتابة. إلا أن ما صادفني في المجلد المذكور أعاد إليّ الجرأة في طرح احتمال الاستسهال الذي اقترحته عليّ بعض القصص. وسوف أطرحه كاحتمال إلى أن تتم مناقشة الفكرة. لن أقف أمام معظم الأخطاء الطباعية والإملائية وأخطاء عدم المراجعة التي زخر بها المجلد، فقناعتي أن هذه النوعية من الأخطاء مسؤولية الناشر ولا ذنب يُذكر للكاتب فيها. وكان لتكرار نشر ست قصص كاملة بين المجموعات الثلاث أن يدخل تحت هذا التصنيف، أو هو بالفعل ما خطر إلى ذهني في أوّل الأمر عندما انتبهت خلال القراءة إلى أنني قرأت هذا الكلام قبل قليل! ورغم اختلاف عنواني النص المنشور مرتين (بعنوان سبتمبر في مجموعة وجهًا لظهر ص21، ثم بعنوان الذكريات في مجموعة مشروع قتل جارة ص157)، رغم ذلك؛ فقد عزوت الأمر إلى الأخطاء الفادحة التي لم يعد يدهشنا تكرارها في دور النشر المصرية الرسمية. إلا أن تكرار نشر القصص بين المجموعات الثلاث مع تغيير العناوين نبهني إلى أنه فعل مقصود، ولا مصلحة لأحد في القيام به سوى الكاتب نفسه “القصص الأربع المعنونة: سبتمبر، وديسمبر، وأبريل، والطوق. من مجموعة وجهًا لظهر، أعيد نشرها بعناوين: الذكريات، وهابي كريسماس، ويحكى أن رجلًا، ورجب ووالده، في مجموعة مشروع قتل جارة. والقصتان: ذهاب وإياب، ومن حفر لزوجته، هي من مجموعة مشروع قتل جارة، أعيد نشرهما بعنواني: الأب والابن والحمار، ولا غبار، في مجموعة السيدة التي والرجل الذي لم”. لا أستخدم تلك الملاحظة للحكم على قيمة منتج صبري موسى القصصي، فكثير من قصص المجموعات الثلاث بارع ومميز، إنما أورد الأمر للنقاش. هل هو تلاعب غير جائز، غشّ، باعتبار الكتابة منتجًا تعاقديا بين القارئ والكاتب؟ هل هو حق الكاتب في إعادة تقديم منتجه نفسه تحت عنوان آخر لأسباب تخصه؟ هل يكون الأمر ألطف مثلًا لو أشار الكاتب إلى ذلك بوضوح؟ إنه مجرد سؤال للمناقشة. شاعر من مصر مقيم في الإماراتوليد علاء الدين

مشاركة :