هي «قصة بين شعبين ووطن»... بل «قصص من ذاكرة الغزو ورائحة الدم البارد»!هي حكايات «عن العلاقات السعودية - الكويتية والبقاء في زمن العواصف»، فـ «بدأ من الكويت إلى الرياض تأسيس مملكة... ومن الرياض إلى الكويت عاد شعب ووطن».إنها رؤية الفيلم الوثائقي «هنا الكويت... هنا الرياض» الذي أنتجته «ساوث بانك ميديا قروب – أبوظبي»، التي يتولى الإعلامي سلطان السعد القحطاني منصب المدير العام فيها، وعرضته قناة «mbc» مساء أول من أمس ضمن احتفالية «الدم يحن يا كويت»، والتي أطلقتها القناة «هاشتاغ» للمناسبة.«الوثائقي» الذي تناول العلاقات الكويتية - السعودية، وفنّدها عبر التاريخ، بدءاً من تأسيس المملكة والدولة، ارتكز إلى «الجرح العميق» الذي أصاب الكويت من محنة الغزو والموقف الكبير الذي لعبته السعودية كحجر الارتكاز للتحرير. واستند في دقائقه الأربعين إلى شهادات وآراء كل من رئيس الوزراء السابق سمو الشيخ ناصر المحمد، ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الإعلام بالوكالة الشيخ محمد العبدالله، ورئيس مجلس إدارة مجموعة «الراي» الإعلامية جاسم بودي، وأستاذ التاريخ في جامعة الكويت الدكتور عبدالهادي العجمي، والوكيل المساعد لشؤون الأمن الخاص في وزارة الداخلية اللواء محمود الدوسري والشاعرة سعدية مفرح.وأجمع ضيوف «الوثائقي» على أهمية الإصرار السعودي في اتخاذ قرار حازم لاستعادة الكويت، فاستذكر سمو الشيخ ناصر المحمد موقف خادم الحرمين الشريفين الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز، حين ربط مصير المملكة بمصير الكويت، فقال: «كان يصر إصراراً ان الكويت ترجع مهما كان، وكان يقول ما في مملكة بدون الكويت. وبلّغ رؤساء العالم كله بموقف المملكة، وكان حازماً في هذا الأمر... الكويت الشرعية».من جانبه، أشار الوزير محمد العبدالله، إلى التسهيلات التي قدمها الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز والحكومة السعودية لإخوانهم وأخواتهم الكويتيين. وقال: «لا نستطيع أبداً أن ننسى ما يربطنا مع المملكة العربية السعودية، وعلى رأسها الكرم والاستقبال وما أشعرونا به بأننا نحن في بلادنا ولا فرق بيننا».أما رئيس مجلس إدارة مجموعة «الراي» الإعلامية جاسم بودي، فاعتبر أن «دور الملك الراحل فهد والملك الراحل عبدالله والأمراء سلطان ونايف وسعود الفيصل كان أكبر من الدور الإقليمي، إذ كان دورهم نقل الكويت من الهم المحلي إلى الهم الدولي، وقادوا عملية التحرير، وكان لهم الفضل من بعد الله في تحرير الكويت»، لافتاً إلى أن «الشعب الكويتي لن ينسى ذلك مدى الدهر».وتناول أستاذ التاريخ في جامعة الكويت عبدالهادي العجمي، تاريخ العلاقات بين البلدين على مر السنين، فيما استذكر اللواء محمود الدوسري الدور الذي لعبه الكويتيون الصامدون في الداخل وكيفية التواصل مع القيادة في الخارج خلال الغزو، فقدم نموذجاً عن التعاون الذي لقوه من الجانب السعودي في تأمين أجهزة اتصال عبر الستلايت، والتي أبعدت خطراً كان مؤكداً لدى استخدام بعض الأجهزة اللاسلكية بعد انقطاع الخطوط الهاتفية المحلية ومراقبتها.ورأت الشاعرة سعدية مفرح أن الدور السعودي لم يقتصر على الدورين السياسي والعسكري، بل هناك أدوار أخرى مكمّلة، أهمها الدور الثقافي وله تجليات عدة في الإعلام، الأدب والشعر الذي كان له قصب السبق في هذه المعركة.
مشاركة :