قضت محكمة النقض المصرية امس، ببراءة الرئيس الأسبق حسني مبارك من تهمة الاشتراك في قتل متظاهرين خلال انتفاضة العام 2011 التي اسقطته، وهو حكم نهائي بات غير قابل للطعن.وأوضح مصدر قضائي انه بصدور هذا الحكم بالبراءة فانه لا توجد اي أحكام قضائية على مبارك الذين سبق ان دين في قضية اهدار مال عام عرفت باسم «القصور الرئاسية»، الا انه امضى مدة العقوبة فيها وهي الحبس ثلاث سنوات.وكان في استقبال الرئيس الأسبق لدى وصوله بالمروحية من مستشفى المعادي العسكري، نجليه علاء وجمال، واصطحباه إلى داخل القاعة وجلسا للاستماع الى مرافعة المحامي فريد الديب، والذي طالب ببراءة مبارك، على غرار براءة حبيب العادلي في نفس القضية، وقال إن «حماس» و»الإخوان» هم من قتلوا المتظاهرين.وكان محيط أكاديمية الشرطة، شرق القاهرة، شهد احترازات أمنية مكثفة قبل بدء محكمة النقض النظر في الشق القانوني لاتهام مبارك في قتل المتظاهرين في القضية المعروفة إعلامياً بـ «محاكمة القرن».قوات الأمن انتشرت في شكل مكثف حول أبواب الأكاديمية، وشوهدت الكلاب البوليسية في دورات متتالية لتفتيش السيارات المسموح لها بالدخول.وشهدت المنطقة المحيطة، تجمع المئات من أنصار مبارك أمام المستشفى العسكري، قبيل نقله بمروحية، ثم انتقلوا إلى مقر المحاكمة، ورفعوا لافتات تحمل صور الرئيس الأسبق وهتفوا بالأغاني الوطنية.وجلسة النقض، أمس شهدت حدثا قضائيا غير مسبوق، هو أنه للمرة الاولى تنتقل محكمة النقض من مكان انعقادها في دار القضاء العالي، وسط القاهرة، إلى مقر المحاكمات في أكاديمية الشرطة، بعد أن تعذر حضور الرئيس الأسبق أمنيًا إلى مقرها الأصلي.على صعيد آخر، أصدر الأزهر الشريف في ختام مؤتمر عقد في القاهرة بمشاركة كبار رجال الدين المسلمين والمسيحيين، إعلانا يحدد أطرا للعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين في الدول العربية ويؤكد على «مبدأ المواطنة» ويندد بالعنف والتمييز والازدراء، واعتبر في الوقت نفسه أن «مصطلح الأقلية يوحي بالتمييز بحد ذاته».وتلا شيخ الأزهر أحمد الطيب «إعلان الأزهر للتسامح والعيش المشترك» في ختام مؤتمر «الحرية والمواطنة...التنوع والتكامل»، الذي انعقد يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، ونظمه الأزهر ومجلس حكماء المسلمين في القاهرة.وشارك في المؤتمر وفود من أكثر من 50 دولة بينهم رؤساء الكنائس الشرقية وعلماء ورجال دين ومفكرون وسياسيون مسلمون ومسيحيون من مختلف المذاهب والطوائف، من ضمنهم البطريرك اللبناني الماروني بشارة الراعي وممثلون عن الكنائس البريطانية والأميركية.وفي ختام المؤتمر، طالب شيخ الأزهر أحمد الطيب بـ «عدم ربط الإسلام بالإرهاب». كما طلب «من الذين يربطون الإسلام وديانات أخرى بالإرهاب، بالكف عن ذلك فورا». واعتبر أن «محاكمة الإسلام انطلاقا من تصرفات البعض.. يفتح الباب لوصف الأديان كلها بصفة الإرهاب».وحذر الطيب من استخدام «مصطلح الأقليات الذي يحمل في طياته معاني التمييز والانفصال بداعي التأكيد على الحقوق».وقال الطيب إن المجتمعين في المؤتمر «يعلنون أن الأديان كلها براء من الإرهاب بشتى صوره وهم يدينونه اشد الإدانة ويستنكرونه اشد الاستنكار».
مشاركة :