• لم تعد شهية الرقص والطرب هي الرغبة الأولى اليوم، والعربي يُحاصره الحزن وهو يرى من حوله يتألَّمون يبكون، يتهدمون، يموتون جوعًا، يتمزقون تحت وجع الثلج والصقيع، والمؤلم جداً هو أن ترى بيروت تُغنِّي وتحتفل، متناسية الفقد والموت في سوريا ومنصات التفاوض، التي تحاول أن تصنع من موت ضمير العالم والعدم بعض الأمل، في كلماتٍ مهدِّئة هي ما تزال حتى اللحظة لم تُقدِّم للمكلومين شيئاً يُذكر، كل هذا هو واقعنا المأزوم الذي نحياه، ويعيشه الآملون في صناعة السلام والحياة، وعلى عكسه تعيش منصات الطرب الواقع المختلف، أو تهرب منه لتصنع لنا مجداً من قش ونجومًا من ورق، وكأن العربي لا يحتاج اليوم سوى الغناء الباذخ والرقص على أشلاء الضحايا!! وبحرقة تتألم حين تراهم يرقصون وينفقون أموالا طائلة ويتعبون كثيراً على برنامج تافه ينتهي بميلاد مطرب شاب أو مطربة جديدة على منصات «أراب آيدول»، وهي خيبة أكيدة كرَّس المخلصون فيها وقتهم وأيامهم ولياليهم ليوزعون بالعدل على كل عربي مطرب أو مطربة، وكأن الطرب هو ما نحتاجه اليوم..!!!• أنا لست ضد الفرح ولا ضد البهجة التي يستحيل أن تكون مقبولة بهذا الكم الهائل الذي يصر على أن ينتج لنا في كل ثانية مُغنِّي أو مُغنّية، بينما غيرنا يهتم بالعقول، بالعلم والإبداع والابتكار الذي يُقدِّمهم للعالم الأول والصدارة، مستغلِّين غيابنا، والذي مازلنا وبكل أسف نعيشه كمستهلكين يتسابقون لاستهلاك أكبر ما يمكن، ويُسرفون ويُبالغون في كل شيء حتى في الطرب، بينما الواقع هو حكاية مؤلمة وتعب لا ينقصه سوى الأدب، لا أراب آيدول..!!!• (خاتمة الهمزة).. ندفع الكثير من المال من أجل أن نصنع نجماً يُغنِّي للعرب، والعيون التي تبكي والقلوب التي تتوجَّع.. يا لها من خيبة!!!... وهي خاتمتي ودمتم.
مشاركة :