الحنين إلى الرومانطيقية - عابد خزندار

  • 4/25/2014
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

لا توجد ترجمة دقيقة في اللغة العربية لمصطلح الرومانطيقية، وقد ترجمها البعض بالوجدانية، وللدكتور عبدالقادر القط كتاب عنوانه: الوجدانية في الشعر العربي "ولعله أخذ الكلمة من الشاعر المنسي عبدالرحمن شكري أحد أعضاء مدرسة الديوان التي كانت تضم المازني والعقاد، والذي قال: "يا طائر الروض إنّ الشعر وجدان"والرومانطيقية لم تكن تياراً أدبياً بقدر ما كانت نمطاً من الحياة، ولكن جاءت الثورة الصناعية وبروز الطبقة البورجوازية في أوروبا وقضت عليها، وقد وصف هذا القضاء فلوبير في روايته: "مدام بوفاري" ومع ظهور هذه الرواية ظهر تيار أدبي جديد هو: الواقعية، وكان من طلائعه بلزاك واستندال، ولكن أهوال الحرب العالمية الأولى قضت على الواقعية، وانبثق تياران متناقضان هما السوريالية والواقعية الاشتراكية، وبعد ذلك جاءت الحداثة، وفي أميريكا اللاتينية ظهرت الواقعية السحرية، وكان من روادها بورخيس وجارثيا ماركيز الذي توفي قبل أيام، على أنني أعتقد على نقيض ما يقوله الكثير، أنّ الرومانطيقية تسم بعض أعماله، وخاصة في روايته: الحب في زمن الكوليرا، وفي عالمنا العربي كنا متخلفين كالعادة عن العالم، وظهر التيار الرومانطيقي بعد أن خلا منه على يد مدرسة أبوللو الشعرية في مصر، وشعراء المهجر، ولأنني عشت في صباي تحت غمامة الرومانطيقية، فقد تأثرت بها، وكانت لي شطحات رومانطيقة، ولكنني صحوت منها تحت وطأة الواقع المرير آملاًً أن أجد طريقاً للخلاص، ولكن لم أجد إلاّ الخواء واليباب، والآن وأنا في المستشفى بعد أن أنهكني العمر وأخنى عليّ أحنّ إلى الرومانطيقية، وأردد مع ابن النحاس: ياندامى أين أيام الصبا *** هل لها رجع وهل للعمر فسح؟

مشاركة :