هندسة المشاريع من المكاتب - خالد عبدالله الجارالله

  • 4/27/2014
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

من سلبيات المدير او القائد؛ العمل من المكاتب والاعتماد على التقارير دون النزول الى الميدان. ومن المجالات المهمة والحساسة هندسة المشاريع والطرق والمرور التي تخطط وتنفذ من المكاتب والاعتماد في القرارات على موظفين ومقاولين قد يفتقدون الى الخبرة والمعرفة. منذ أكثر من ثلاث سنوات ومع بدء العمل على مشروع قطار الحرمين وتنفيذ مجاري السيول شمال شرق محافظة جدة وطريق الحرمين الموازي يشهد اعمالا لم تتوقف بوسط الطريق الخاص بالقطار وحركة هدم للجسور القديمة وإعادة بنائها. بالإضافة الى مشروع مدينة الملك عبدالله الرياضية وما يخصه من مداخل في الجهة الشرقية.. منذ ذلك الوقت وحتى اليوم حفريات وتحويلات وزحمة مرور وشاحنات واغلاق بعض مداخل أكثر من عشرة احياء متشابكة يحدها مجرى السيل ولا يوجد بها الا ثلاثة مداخل على امتداد عشرة كيلومترات مما يسبب الازدحام وتحديدا الفترة الصباحية. المشاهد ان هناك خللًا في هندسة الطرق لهذه المناطق والدليل أن جسر صالة الحجاج على طريق الحرمين بجدة الذي تم هدمه وإعادة بنائه منذ سنتين تم تشغيله فيما عدا القادم من صالة الحجاج باتجاه الشرق نزولا لحي الحمدانية والذي توقف اكماله. والسبب خطأ فني هندسي لم يخطر على بال مهندسي الأمانة ووزارة النقل بأنه سيؤدي الى تقسيم الحي الى جزئين شمالي وجنوبي والجسر سيكون بمثابة جدار عازل!! ومن أراد العبور للضفة الأخرى فيحتاج الى دورة كاملة على الجسر مرورا بطريق الحرمين لذا تم إيقاف اكمال الطريق حتى اليوم والأمانة تقول إنه مسؤولية وزارة النقل والسكان بانتظار الحل. الحال ينطبق على بعض المشاريع التي تنفذ في جميع مناطق المملكة في ظهور العيوب في مواسم الأمطار وعند الاستخدام وكثرة الحفر والدفن عند كل خدمة جديدة او كشط وإعادة سفلتة بعض الشوارع والطرق بشكل دوري. نحن امام تحديات كبيرة مع اعتماد الكثير من المشاريع والمشكلة ان الكم أصبح يغلب على الكيف وهذا مشاهد في مشاريع كثيرة نفذت او هي قيد التنفيذ بحيث أثر ذلك سلبا على مستوى الجودة. معظم مشاريع الطرق والجسور والأنفاق بما فيها المشاريع الجديدة تعاني من مشاكل في التخطيط والتنفيذ والمتابعة التي هي من بديهيات الإدارة فليس كل شيء يعتمد على الهندسة فقط فلابد للجانب الاداري ان يواكب هندسة المشاريع من البداية وحتى النهاية. لعل مهندسي السبعينات والثمانينات الميلادية في القطاعات الحكومية يتولون الجانب الاشرافي والاستشاري بعيدا عن المركزية والإدارة اليومية ويمنحون الفرصة للشباب وتفويضهم بالتنفيذ ومنحهم الصلاحية والثقة. أجزم أن لدينا مهندسين شبابًا مبدعين في مختلف التخصصات هم بحاجة للفرصة والثقة والتدريب والتحفيز للمساهمة في تنمية البلد والاستفادة من هذه النهضة التنموية التي تشهدها المملكة.

مشاركة :