تطوير المشاريع السكنية متكاملة الخدمات فن يجيده المحترفون، والاحتراف ليس بالأمر المستحيل إنما هو مجموعة من العناصر تكمل بعضها ومنها وضوح الرؤية والأهداف ووجود استراتيجية يتبعها خطة عمل واضحة وقابلة للقياس ومحددة بجدول زمني للتنفيذ وبرنامج للمتابعة، وفي الجانب الآخر وجود هيكل يساعد على ذلك مع اختيار صحيح لفريق عمل متمكن يستطيع تحقيق الأهداف. الخبر الذي تداولته الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي حول ملاحظات نزاهة على مشروع إسكان طريف الذي تشرف على تنفيذه وزارة الإسكان ولم ينجز منه سوى 40% فقط مع وجود ملاحظات جوهرية على التنفيذ ومخالفات في التعاقد مع الاستشاري وعيوب في التنفيذ وتعثر للمشروع الذي بدء منذ أربع سنوات من أيام (هيئة الإسكان).. هذا الخبر مؤشر على مستوى الأداء الذي تقوم به الوزارة والمشروع المذكور مجرد 342 وحدة سكنية فكيف الحال مع مسؤولية بناء 500 ألف وحدة خلال 5 سنوات. الوزارة تعاني وهذا لا شك فيه ولكن هل يمكن تخفيف الأضرار لأن الوقت لم يفت، وأن تصل متأخراً خير من أن لاتصل أبداً.. هذا يتطلب من الوزير وفريق العمل الاعتراف بالمشكلة والعمل بأسلوب إدارة الأزمات فقد مل الناس التصريحات والوعود ولو استقصينا مستوى ثقة الناس بالوزارة لوجدنا الغالبية تظهر عدم رضاها وثقتها بعمل الوزارة. نريد العمل بطريقة مهنية بعيداً عن المسكنات والتصريح من حين لآخر كما حدث منذ بداية العام فقد خرجنا بعدة وعود منها تحديد آلية توزيع المساكن وبرنامج أرض وقرض وتبني فكرة إجبار أصحاب الأراضي الغير مطورة داخل النطاق العمراني على تطويرها أو بيعها. مشكلة الوزارة أنها تقمصت دور منظم السوق العقاري في بعض الأحيان وعملت على دور المخطط والمشرف والمقاول ومدير المشروع إلى أن ثبت لها عدم قدرتها على ذلك. المواطن يريد تنفيذ أوامر القيادة العليا وتوجيه خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- في إنجاز المشاريع وتسليمها للمستحقين بأسرع وقت ممكن والغالبية متوقفين عن الشراء أو البناء ومتشبثين بالأمل بأن الوزارة ستحل مشكلتهم وتقدم لهم منتجات سكنية حسب وعودها.. كمواطن أتمنى أن تنجح الوزارة في برامجها وتكبح جماح السوق وتخفف من معاناة الكثيرين بسبب تضخم الأسعار وعدم قدرتهم على التملك لكن الأماني لا تكفي. أرامكو أنجزت جامعة الملك عبدالله (كاوست) في زمن وجيز وكذلك مشروع أستاد الملك عبدالله بجدة الذي يجري العمل فيه وسينجز قبل وقته المحدد فما هو السر؟ إنها الاحترافية التي أعني. بإمكان الوزارة التعاون مع شركات تطوير سعودية مثل ايوان ودار الأركان ورافال والأرجان والمسكن الميسر وغيرهم ممن أنجزوا مشاريع سكنية مع منحهم كامل الدعم والمساندة حينها سنرى أن المشاريع تنجز.
مشاركة :