كان اسمه في الماضي «التهميز» بفتح الهاء وكسر الميم. وقالوا عنه «المرخ» بفتح الميم وسكون الراء، والأخيرة ربما استعملت لغرض علاجي أكثر، وتأتي مفردة «التدليك» ويكون معه دهون أو أعشاب. وقد يوجد مفردة أخرى حسب المنطقة الجغرافية في البلاد العربية. يكاد «التهميز» لا يزيد على عملية ترفيّهية، لإراحة القدمين أو الساقين أو الظهر أو الكتفين، ويكون التعب غير مَرَضي وناتجا عن الكد والعمل والمشي الطويل، وتقوم به الزوجة أو البنات. وفي مصر يحضرون للعملية بإعداد صحن فيه ماء دافىء وبعض الملح وأجمعوا (في مصر) أن هذا خير علاج للتعب والتوتر بعد العناء اليومي. وانتشرت محلات توفير خدمة «التهميز» أو المساج في بلادنا. وأصبحت من الأعمال التي تدر أرباحا دون صرف مواد تُذكر. مع أن الغرض مُختلف. فال.. «تهميز» أو المساج كان للأجساد المنهكة الكادحة والمتحركة في طلب المعيشة. أما الآن فقد رأيناه للمترفين الكسالى الذين لا يجدون شيئا يعملونه. ولنأتي إلى الكلمة massage ويقول المعجم إنها كلمة فرنسية أصلها عربي (مسّ أو مساس)، وذهبتُ إلى معجم مشتقات إنجليزي فوجدتُ أن هذا صحيح لأن الحركة تعتمد على اللمس أو المسّ. وذكر المعجم احتمال المفردة إلى مصر أثناء حملة نابليون. واعتمدت المعاجم على صحة حداثة العملية، لأن عبارة (massage parlor) أي: غرفة خدمة التدليك لم تدخل الإنجليزية إلا في العام 1894 م. ودخلت الكلمة أيضا من باب لطف التعبير لبيوت الدعارة، وكذا لخدمات مشابهة تُقدم لنزلاء الفنادق الكبيرة تحايلا عن الوقوع تحت طائلة القانون. وتكاد تختلط خدمات المساج في بلادنا مع صالات العلاج الطبيعي خارج المراكز الصحية. والناس أو بعضهم يخلط بين علاج طبيعي مُوجّه من طبيب وتحتمه مراحل العلاج، وآخر مجرد «تهميز» يُجرى حسب رغبة وهوى الزبون. والأول يُحدد العضلة وموقعها وتمرير الماسحة الكهربائية، أما الثاني، أو كما يوصف بالإعلان (مساج يدوي) فاليد تدور بشكل عشوائي على عضلات الجسم المتوترة والمشدودة.
مشاركة :