قمر الدين.. لقمة القاضي - عبدالعزيز المحمد الذكير

  • 8/1/2013
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

تعود الصائمون في معظم البلاد العربية على تناول نقيع فاكهة مجففة اسمها "قمر الدين". ويقل استعمالها في غير الشهر الكريم مثل رفيقها شراب التوت الذي لا تتراكم كراتينه في المنزل إلا في هذا الشهر. وأيضاً وجد الناس أ نوعاً من الحلى اسمه " لقمة القاضي" يقلى وينعدم في الأسواق في غير رمصان. ولا أعتقد أن لاسم قمر الدين أو لقمة القاضي صلة بعاطفة دينية أو روحانية (القاضي- الدين ) لكن الاسم رائج وأيضا مقبول. وفى الحجاز يتفنن أهل المنزل في تحضير قمر الدين لأنه يحتاج إلى معالجة مُسبقة. وفي الموسوعة ان تحضيره فيه تطويل وتعقيد. وهي طريقة تقليدية قديمة ولعل تلك هي التي منحته محبة الناس، وزاد استهلاكه في شهر رمضان في جميع الدول الإسلامية، ويتم تصدير القمر الدين من سوريا إلى جميع البلدان الإسلامية والعالم. فهو بضاعة موسمية إلى حدّ ما. والتجارة ذات الازدهار الموسمي هي شراب التوت، رديف قمر الدين على المائدة الرمضانية. ولا بد أن تجار المادتين يحسبون حسابهم للتوزيع، فلم أدخل سوقاً مركزياً أو بقالة إلا ووجدتُ ديكور التوت يستقبل الناظر. قال الأطباء إن الشرابين (عصير التوت وقمر الدين) يحتويان على السكر بنسبة كبيرة وينصحون بعدم الإفراط الزائد بالاثنين. لم يكن الاثتان ضمن المائدة النجدية إلا منذ عهد قريب، وكان الصائم يكتفي بتمرتين وقليل من الماء ثم يخرج لصلاة المغرب ويعود لتناول بادية القرصان(غالبا) وعليها الوافر من القرع والباذنجان. (عليها الوافر من القرع والباذنجان) عبارة ضلّت معنا واستمرت. فأهل نجد لا يزالون يرون أن القرصان أو المرقوق أو المطازيز لا يصلح بالخضار المجمدة، مع أن تلك النظرة خاطئة، فربة المنزل استعملت الباذنجان والقرع لوفرتهما، وليس لامتيازهما. لانعدام البديل في ذلك الزمن.

مشاركة :