لقد تأخر إغلاق دكاكينهم - د.هيا عبد العزيز المنيع

  • 8/27/2013
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

ممارسة علاج المرضى عبر أساليب تتلبس الدين مظهرا بينما هي شعوذة تتزايد في مجمتعنا وذلك لعدة اسباب بعضها انخفاض مستوى الخدمات الطبيه، وايضا لانخفاض الوعي عند المتعاطين مع هذا النوع من العلاج، وربما منها ايضا انخفاض منسوب الاشباع العاطفي عند المتعاملين مع هؤلاء خاصة النساء.. أيضا منها عمق الثقافة الدينية وإن كانت غير مبصرة وأقصد هنا انها كانت غير صحيحة ولا تتفق مع الدين مضمونا وتتلبسه مظهرا اي لا تتفق مع الدين في شيء ولكنها تستغل الدين.. محاولة الجهات المختصة كشف حقيقة هؤلاء تمثل خطوة في الطريق الصحيح لكشف تلاعبهم وخطورتهم فهم يسرقون شرف نسائنا ويسلبون اموالنا بادعائهم العلاج والقدرة على الشفاء.. من يصدق ان بعضنا للاسف يسير آلاف الكيلوات ليذهب لمشعوذ او مشعوذة معتقدا انه يملك القدرة على شفائه بعد الله..؟ بل وصل الامر ببعضنا ان ترك العلاج عند الطبيب المتخصص وذهب لهؤلاء وخاصة ممن يعانون الامراض النفسية.. وللاسف الكثير ممن تعامل معهم وتضرر منهم صامت ولم يقم بالتبليغ عنهم رغم انحراف سلوك كثير منهم وتحرشهم بالنساء.. وصمت هؤلاء دفعهم للتطاول وعدم الخوف..، لاننا في مجتمع يقذف الضحية ويبرر للمجرم لمجرد أنها امراة وانه رجل..! تلك الدكاكين ثبت ان اغلبها يبيع المرض ويبيع الوهم ومع ذلك لم يتم التعامل معها بقوة وصرامة مناسبة لاخطارهم على اخلاق المرضى وصحتهم ايضا.. هل يعقل ان نقبل ونحن المجتمع المتدين ان يختلي رجل بامراة لمجرد انه يدعي العلاج بالقرآن..؟ بينما نحن نعلم يقينا انه يتلبس الدين ليمرر خطاياه على مجتمعنا ولنقبله ونعطيه شرعية التواجد بينا ونقبل عمله بكل ما فيه من سلوكيات غير سوية..؟ الاشكال ان البعض للاسف يذهب بزوجته لهؤلاء ليعالجها ويرفض ان يعالجها طبيب في مستشفى حكومي غالبا لا يقوم بفحصها الا بوجود ممرضة وفي مكان رسمي وبمواعيد معروفة للجميع وفي مكان يخضع لرقابة عامة.. مخاطر هؤلاء المشعوذين متنوعة ومواجهتهم وإيقافهم بات ضرورة تحكمها بشاعة ما يقومون به ويتحدون المجتمع بكامل مؤسساته الصحية والامنية وركيزته الثقافية والقيمية بادعائهم العلاج بالدين.. بل ان بعضهم يبيع قوارير ماء الصحة بكراتينها كما هي مدعيا أنها تشفي كل الامراض بما فيها المستعصية والمعدية..! وآخرون يبيعون قوارير الكريمات.. بل وبعضهم تجاوز كل ذلك وبات يضع مجموعة مركبات نسبة السمية فيها عالية ويبيعها باغلى الاثمان بحجة انها تساعد بعد مشيئة الله في شفاء جميع الامراض وليس بعضها فمركب واحد من لدنهم يشفي الكبدالوبائي وسرطان القولون ويشفي آلام الظهر بل وبعضهم الاكثر ثقافة واسرع استيعابا لمتغيرات المجتمع يؤكد انه ينفخ الشفاه و.. لا ابالغ تلك هي الحقيقة المرة للاسف..، والجهات الخاصة وعلى رأسها وزارة الصحة وهيئة الدواء والغذاء ما زالت تحركاتها دون المستوى المطلوب مع العلم ان الكثير من الاستشاريين وعبر اكثر من تصريح طبي في وسائل الاعلام اكدوا ان بعض مرضاهم كان احد ضحايا باعة الوهم من المشعوذين.. اغلاق دكاكينهم بات مسؤولية الجميع والتحرك السريع بات ضرورة فاعتداؤهم وتحرشهم بالنساء بات معروفا للجميع..

مشاركة :