محمود خليل (دبي) تباشر وزارة تنمية المجتمع خلال الفترة المقبلة، بإجراء مسح شامل على عينة عشوائية من 1000 طفل من الفئة العمرية من 3 إلى 5 سنوات في كل إمارات الدولة للكشف المبكر عن «التوحد»، طبقاً لما كشفت عنه وفاء حمد بن سليمان مديرة إدارة رعاية وتأهيل المعاقين في الوزارة. وأشارت إلى أن الوزارة تعتزم تحويل كل أقسام التوحد في المراكز التابعة لها في مختلف إمارات الدولة إلى وحدات خاصة مستقلة متكاملة وتأثيثها بما يتماشى مع احتياجات التوحد وتدعيمها باختصاصيين في مجالات علاج حالات التوحد بكل تصنيفاتها، مؤكدة التواصل مع الجامعات المحلية لاستحداث دبلوم دراسي خاص بـ«التوحد» لتخريج أجيال من المواطنين المتخصصين في هذا النوع من الإعاقة، وسد احتياجات الدولة من الكوادر المتخصصة. وقالت بن سليمان خلال مؤتمر صحفي عقدته في مبنى الوزارة في دبي، للإعلان عن فعاليات ونشاطات اليوم العالمي للتوحد الذي يصادف اليوم الأحد إن المسح يجيء ضمن خطة ستنفذها الوزارة في سياق الكشف المبكر عن حالات التوحد. وأكدت أن وزارة تنمية المجتمع تولي اهتماماً كبيراً بالأطفال الذين يعانون من التوحد، وتضعهم ضمن استراتيجيتها المتكاملة لتأهيلهم، سواء من جانب زيادة الدور والمراكز الحكومية المختصة بالتعامل معهم، أو من جانب الخدمات والتطبيقات الإلكترونية والذكية المساعدة في تطوير مستوى الحالات، وزيادة قدرتها على التفاعل مع المجتمع. وكشفت النقاب عن أن الوزارة أدرجت في خطتها تحويل كل أقسام التوحد في المراكز التابعة لها في إمارات الدولة إلى وحدات خاصة مستقلة متكاملة وتأثيثها بما يتماشى مع احتياجات التوحد وتدعيمها باختصاصيين في مجالات علاج حالات التوحد بكل تصنيفاتها، منوهة إلى أن الدولة تضم 9 مراكز متخصصة بتعليم وتأهيل الأشخاص ذوي التوحد يلتحق بها نحو 1396 طالباً تقدم لهم مختلف الخدمات التأهيلية والتربوية والعلاجية. وأشارت إلى أن مركز أم القيوين للتوحد الذي افتتحته الوزارة قبل أشهر قليلة يضم غرفة تنمية حواس لحالات التوحد بمواصفات ومعايير عالمية إلى جانب احتوائه أكبر حديقة في الشرق الأوسط صديقة للبيئة مخصصة للتوحد للمساعدة على علاج بعض السلوكيات والمهارات. وأوضحت أن الوزارة، اختارت شعار «الاستقلالية وتقرير المصير» لاحتفالات الدولة هذا العام باليوم العالمي للتوحد باعتبار أن الوصول بالأشخاص ذوي التوحد إلى أقصى درجات الاستقلالية منوط بالاتجاهات المجتمعية نحوهم، والإيمان بقدراتهم ومراعاة الفروقات في احتياجاتهم الفردية، وهذا يبدأ من الأسرة التي تسعى لتمكين طفلها وإتاحة الفرصة له لإطلاق العنان لقدراته، وتجريب واختبار البيئة المحيطة من حوله، والحرص المتزايد على أهمية تعليم مهارات تقرير المصير منذ الصغر، وتنمية القدرة على الاختيار من عدة بدائل، ورفع الحواجز والمعوقات التي قد تقف حائلاً أمام استقلاليته. ولفتت إلى أن الوزارة تجري اتصالاتها مع العديد من الجهات العامة والخاصة في إطار سياسات الدمج التي تنتهجها إزاء المعاقين في الدولة لتخصيص مرافق عامة ونشاطات خاصة بذوي الإعاقة لسد وقت الفراغ الذي يعيشونه بعد عودتهم من مراكزهم ومدارسهم، داعية القطاع الخاص لتخصيص نشاطات وفعاليات خاصة بهذه الفئة. وحول طلب العائلات المساعدة في تكريس اللغة التعبيرية في التعامل مع أبنائهم قالت، إن الوزارة تعكف الآن على التوسع ببرامج الوسائل البصرية للتواصل مع فئة التوحد وكسب ثقتهم كونها التحدي الأكبر الذي تواجهه ، مؤكدة أن أفضل قواعد التواصل مع هذه الفئة من الأطفال هي استخدام القصص المصورة. شمسة بنت حمدان تدعو إلى دمج ذوي الإعاقة في المجتمع دبي (الاتحاد) أكدت حرم سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، سمو الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد آل نهيان، الرئيسة الفخرية لجمعية الإمارات للتوحد، أن قيادة دولة الإمارات الرشيدة أولت ذوي الإعاقة اهتماماً كبيراً من خلال تلبية مختلف متطلبات وتطلعات هذه الفئة. وقالت سموها في تصريح بمناسبة اليوم العالمي للتوحد الذي يصادف الثاني من أبريل من كل عام، إن دولة الإمارات حققت نقلة نوعية في تقديم خدمات الرعاية الاجتماعية والإنسانية لذوي الإعاقة، وخرجت بها من الإطار التقليدي إلى مفهومها الشامل والحديث بصفة عامة، ومن هذا المنطلق فقد تبنت جمعية الإمارات للتوحد الشعار الذي أطلقته الأمم المتحدة في اليوم العالمي للتوحد لهذا العام، وهو «نحو الاستقلالية وتقرير المصير». ودعت سمو الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد آل نهيان إلى تقبل ذوي التوحد كأفراد فاعلين في المجتمع، مشيرة إلى أن تكاتف المجتمع وتلاحمه في القضايا التي تخص ذوي الإعاقة هو ما يخدم دمجهم الدمج الاجتماعي البناء، ويعد خطوة إيجابية تسهم في زيادة المساواة بينهم وبين الآخرين. وقالت سموها «إنه على الرغم من أن الأفراد من ذوي التوحد يملكون قدرات ومجالات اهتمام مختلفة، إلا أن جميعهم قادرون على جعل عالمنا اليوم أفضل بوجودهم، وهناك أمثلة كثيرة من ذوي التوحد أثبتوا أن التوحد ليس عائقاً لقدراتهم وإبداعاتهم». ولفتت سموها إلى إضاءة مجموعة من المباني الرئيسة في مختلف إمارات الدولة باللون الأزرق بمناسبة اليوم العالمي للتوحد تعبيراً عن دعم هذه الفئة من المجتمع، وتسليط الأضواء على الأبعاد التربوية والإنسانية العميقة لعملية دمج ذوي التوحد في المجتمع ليؤدوا أدوارهم بين إخوانهم، وينالوا من فرص التعلم والعمل والإسهام في بناء الحياة بشكل كريم. وشددت على أهمية بذل الحكومات والمجتمعات المزيد من الجهد من أجل تمكين ذوي التوحد ودمجهم بالمجتمعات بشكل طبيعي ومنصف من خلال توفير فرص تعليمية ووظيفية، ونشر التوعية حول هذا الاضطراب والتأكيد على اعتبارهم جزءاً لا يتجزأ من هذه المجتمعات في ظل ارتفاع أعداد المصابين بهذا الاضطراب. وقالت سموها إن أطفال التوحد يوجهون اليوم نداء للمجتمع لكي يشعروا بهم ويشاركوهم حياتهم، فهم بحاجة لدعمكم ومساندتكم ومؤازرتكم وبحاجة للدفاع عن حقوقهم فهم جزء من هذا الوطن والمسؤولية ليست فقط على الحكومة، ولكن قطاعات المجتمع مدعوة كذلك لتحمل هذه المسؤولية كل حسب طاقته ومجاله. وأكدت الدكتورة خولة الساعدي رئيسة مجلس إدارة جمعية الإمارات للتوحد في تصريح لوكالة أنباء الإمارات «وام»، أن الجمعية ستنفذ مجموعة من الفعاليات خلال شهر أبريل، تستهدف توعية المجتمع إلى جانب المحاضرات التي تستهدف أهالي ذوي التوحد، إضافة إلى مجموعة من الفعاليات الترفيهية الخاصة بالأطفال وأسرهم. وقالت الساعدي «إن هناك احتفالية في جميع المراكز الحكومية على مستوى الدولة تحت شعار (نحو الاستقلالية وتحديد المصير) في الأسبوع الثاني من شهر أبريل، وسيتم خلالها توزيع الوسائل التعليمية للأطفال في هذه المراكز». يذكر أن تسمية هذا اليوم جاءت من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية العام 2007 وهو أول يوم عالمي يخصص للتوحد، ويهدف إلى التعريف باضطراب التوحد، ودعوة الدول الأعضاء ومؤسسات منظومة الأمم المتحدة ذات الصلة والمنظمات الدولية الأخرى ومؤسسات المجتمع المدني، إلى نشر الوعي العام بهذا المرض.
مشاركة :