الصدق سمة جميلة وفضيلة يتمسك بها الاتقياء. فالصديقون هم احباء الله ويحبهم الناس، والصادق لا يقترف الاثم انما صدقه يهديه الى سبيل الرشاد. وتضاد هذه المفردة: الكذب، هذه الصفة الممقوتة التي لا يحبها الله، ولا يزال الكذاب يكذب حتى يكتب عند الله كذابا.عجيب امر بعض الناس، في الاول من ابريل في كل عام، يكيد المكايد بعضهم لبعض كذبا كي يبتغوا الفكاهة والضحك تحت اضحوكة كذبة ابريل او كذبة نيسان او يوم كذبة ابريل، وهو مناسبة تقليدية في عدد من الدول توافق الاول من شهر ابريل من كل عام، ويشتهر بعمل خدع في الآخرين.يوم كذبة ابريل لا يعد يوما وطنيا او معترفا به قانونياً كاحتفال رسمي، لكن اعتاد الناس فيه على إطلاق النكات وخداع بعضهم البعض.تعد هذه المزحة منتشرة في غالبية دول العالم باختلاف ألوانهم وثقافاتهم، وذهبت غالبية آراء الباحثين إلى ان كذبة ابريل تقليد اوروبي قائم على المزاح، يقوم فيه بعض الناس في اليوم الاول من ابريل باطلاق الاشاعات او الاكاذيب، ويطلق على من يصدق هذه الاشاعات او الاكاذيب اسم «ضحية كذبة ابريل».وما اكثر ضحايا هذه الكذبة، كم من اناس هادئين في امن وآمان، روّعوا بأخبار كاذبة وقصص مفبركة... وكم من صديق خفق قلبه على صديقه نتيجة لكذبة تافهة في الاول من ابريل. وقصص هذا اليوم كثيرة عجت بها وسائل الاتصال الاجتماعي.فهل تفتقد اوساط الدنيا الرحبة الى الكذب كي ينشر في بعض الايام... نعيش في دنيا امواجها متلاطمة بصنوف من الكذب، فكم من رجل يمشي في طريقه فأتاه احدهم كذبا وزورا وقال له: ارني بطاقتك واخذ ما في محفظته من نقود وتركه ينظر يمنة ويسرة وهو صفر اليدين.وكذب يحوم ويدور ويجول، ها هم المعاقون الاصحاء كذبوا واستخرجوا شهادات كاذبة واخذوا حقوق المستحقين ولا تزال قضيتهم قائمة.وعجيب ما اطلعنا عليه من كذب اخيراً احالة 25 مواطنا ومواطنة على محكمة الجنايات على خلفية تقاضيهم مبالغ دعم عمالة من دون وجه حق قدرها 158 ألف دينار كويتي.كذبا وزوراًهل نحتاج الى ان نحتفل بيوم الكذب؟والكذب ينتشر ويتفشى بالاختلاسات والتزوير والرشاوى ونشر الفوضى وازهاق الارواح وقتل الاطفال وتشريدهم في الشوارع ودهس الآمنين في اسواقهم واماكن تواجدهم في انحاء العالم.من اناس اتخذوا الكذب شعارا والنفاق سبيلاً، وما لنا الا ان نفكر في ما يدور من حولنا عسى ان يهيئ الله الكريم سبيل النور كي يجتث الكذب وتبرز الحقيقة ويعلو الحق ويستبصر الناس سبل الطريق القويم.وما لنا إلا ان نقرأ ما انشده ابو فضالة يرحمه الله:أحط ايدي على خديوأحاسب روحي بروحيوأقول بأيدي جرحت أيديوأزيد جروحي بنوحي