قصيدة مكتوبة بمداد الحب

  • 4/14/2017
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

يقال إنه خلال كل قرن من الزمن يولد قائد عظيم، ولكن هذه المقولة ليس لها أي مصداقية في دولتنا التي أثبت التاريخ أنها أرض القادة في كل حين، وأن قادتها على مر الزمن يتربعون على سؤدد العظمة في شموخ. ونجاح قيادتهم يعود إلى حكمتهم وعدالة حكمهم وحسن تدبيرهم، إنهم لنا النور والبصر والبصيرة في ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا في كل مناحي الحياة، وإن هذه اللحمة الوطنية التي نعيشها تحت ظلهم لا يمكن أن تكون إلا في الإمارات وحدها، وإن هذا التنوع الفكري والثقافي ليس له بيئة تحضنه بهذا الرقي وهذه المصداقية غير الإمارات، أرض الإبداع والابتكار والتخطيط والرؤى، ودنيا التقدم والازدهار وعالم الأدب والفنون، وحياة الرخاء والرفاهية والسعادة.هنا في الإمارات بلد الشعر وملتقى الشعراء ووطن القصيد وأنفاس القوافي، هنا حين يبوح الشعر تتجاوب لبوحه الساحة المكانية والمساحة الزمنية، فكيف إذا باح بالشعر فارسه وسيده؟! وكيف إذا كان هذا البوح محملاً بالوطن، ومسكوناً باللحمة الوطنية وبهذا البنيان المتراص الذي يشدّ بعضه بعضاً بالمودة والأخوة والرؤى والتطلعات؟! وكيف إذا عبرت عن كل هذه المعطيات جملة وتفصيلاً قصيدة «ربان البلاد»، التي صاغها بمداد الحب والإبداع على صفحات مسيرة تاريخنا المشرق فارس الشعر والخيل، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.«ربان البلاد» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ليست مجرد قصيدة رائعة بمحتواها الأدبي والفني، وبمحكم صورها المذهلة وبجمال مبناها ومعناها وبقيمتها الأدبية وبراعة صورها فقط، بل هي ملحمة تاريخية ووثيقة وطنية وعقد اجتماعي استطاع سموه من خلالها أن يعبر عما يشعر به هو، وكل إماراتي من حب دفين للقائد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. استهل سموه القصيدة بلقاء حميمي جمعه مع طيف الوالد المؤسس الذي لا يمكن أن يغيب عن قلوبنا، وإذ بزايد الخير يسأله عن الوطن الذي أسسه، وقد استطاع سموه بصوره الفنية البليغة أن يعبر عن هذا اللقاء بأسلوب تلقفته المشاعر واحتضنت محتواه، بكل شغف بما احتوى، وبكل بطريقة بارعة في سبك الأبيات ليأتي بعد ذلك الجواب الذي ولج القلوب وزرع بين حناياها ما يسكنها، ولكن بأسلوب أدبي رفيع، وبكلمات تسمو معها الأرواح وترتفع بها الهمم، حين أكد سموه أن المسيرة بيدٍ أمينة تعرج إلى السمو وتنفذ إلى أقطاب السماوات والأرض، بقيادة وفكر وحكمة وسياسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي ورث المجد، وأبدع في المنجزات، مستهلاً هذا الوصف بنداء يبرهن على العلاقة الحميمة بين القائدين التي أسستها رابطة الأخوة الصادقة والصحبة الوفية الدائمة ووشائج النسب الرفيع. كم هي جزلة هذه القصيدة بكلماتها وتسلسل أفكارها، وبإشاراتها ودلالتها وبمنهجها الوطني ومنهاجها الخفي الذي يعزز الوحدة والولاء والانتماء، ويعبر عن العبقرية الشعرية لفارس القصيد، وعن الصفات القيادية الفذة التي يمتلكها الموصوف وعن عزمه وقوة بأسه وقت الشدائد، وعن جوده، وعن جنده الأبرار خير الرجال! وكم هي رائعة هذه الخاتمة التي أتت بصورها الشعرية المكثفة والمتناسقة والمستوحاة من بيئة الإمارات، فالموصوف بحر عطاء وجبل راسخ وهو قبل هذا الحكيم والدرع الحامي، أما الخاتمة فاختزلت غرض القصيدة وعبرت بكل سهل ممتنع عن العنوان الرئيس لها. هذه هي ملحمة ربان البلاد، وهكذا هو الشعر الذي يدخل الشعور من دون استئذان فيسمو بالذائقة ويرتقي بالذوق العام، ويعزز روح اللحمة الوطنية ويشيد بمن يستحق الإشادة. عبدالله الهدية الشحي

مشاركة :