كركوك (العراق) - قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن أربعة أطفال توفوا، جراء بقائهم عدة أيام عالقين عند مدخل محافظة كركوك شمال البلاد، بعد فرارهم مع ذويهم من مناطق سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية جنوب المحافظة. ودعا التقرير "الحكومة المحلية في كركوك إلى الإسراع بإدخال النازحين الفارين من قضاء الحويجة جنوب المحافظة، إلى مركز الأخيرة بأسرع وقت، وعدم إبقائهم بالقرب من مكتب خالد في الجانب الغربي منها". وأشار إلى أن "النازحين الذين ما زالوا عالقين في مناطق خارج مدينة كركوك، لن يكونوا بعيدين عن خطر سلاح عناصر داعش ما داموا هناك". وشدد التقرير، على أن "إبقاء النازحين العالقين في مناطق غير مؤمنة وغير صالحة للعيش ولا تتوفر فيها الخدمات، يفاقم مأساتهم ويضعهم أمام خطر الموت". ونقل التقرير عن مواطن نازح من الحويجة ما زال يتواجد في قرية سلطان مرعي القريبة من مكتب خالد، القول إن "امرأة تبلغ من العمر 70 عاما توفيت الجمعة، بينما توفي أربعة أطفال آخرين بسبب عدم توفر الدواء والغذاء". وأوضح أن "النازح أكد أن العوائل النازحة تتواجد منذ عشرة أيام على حدود محافظة كركوك في قرية سلطان مرعي القريبة من مناطق اشتباك البيشمركة وداعش". من جهته، قال مؤيد عزاوي وهو ناشط إغاثي- حسب المرصد العراقي لحقوق الإنسان-، إنه "تم إبلاغنا من ضابط في البيشمركة، بعدم الحصول على موافقة مكتب محافظ كركوك حول إدخال العوائل العالقة في معبر مكتب خالد من دون ذكر الأسباب". وتعقيبا على الإجراء، قال رئيس لجنة المهجرين بالبرلمان، رعد الدهلكي، إنه "رغم المناشدات المستمرة من أجل السماح بدخول العوائل من منفذ خالد إلا أن القوات الأمنية منعت دخول نحو 250 مواطنا مما سيسبب كارثة إنسانية يندى لها الجبين". من جانبه، أشار علاء محسن وهو طبيب مقيم من الحويجة متحدثا للمنظمة الحقوقية، إلى أن "مصير الأطفال بات مهددًا، سمعنا عن حالة ولادة حدثت في المكان الذي يتواجدون به الآن قرب مكتب خالد". ودعا المرصد، الإدارة المحلية في كركوك إلى الالتزام بالمادة 44 من الدستور، التي تتيح للمواطنين حرية التنقل والسفر داخل البلاد وخارجها، كما أن المبدأ الثالث من المبادئ التوجيهية للنزوح الداخلي تنص على حق طلب وتلقي الحماية والمساعدة الإنسانية من السلطات. وتعتبر كركوك الواقعة شمال العراق، من المناطق المتنازع عليها بين بغداد والإقليم الكردي، في حين يعتبرها التركمان مدينتهم التاريخية وعاصمتهم الثقافية. ويسيطر تنظيم الدولة الإسلامية منذ 2014 على المنطقة الجنوبية بمحافظة كركوك التي تضم قضاء الحويجة وناحيتي الزاب والرياض، وهي مناطق يسكنها العرب السنة، آخر معاقله في المحافظة التي تضم خليط من العرب الكرد والتركمان.
مشاركة :