الرياضة النسائية تعالج الأمراض النفسية والعضوية

  • 4/28/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

ممارسة النساء للرياضة بمختلف ألوانها شائعة جداً في الغرب منذ عشرات السنين، على عكس «المجتمعات الشرقية» التي حالت بعض تقاليدها الاجتماعية دون الاقتراب من هذا الأمر، أوْ حتى مجرد اقتراحه في بعض البلدان! لكن خلال السنوات الأخيرة؛ نجحت فتيات عربيات في اقتحام مجالات الرياضة المختلفة، حتى العنيفة منها، وذات الخطورة، التي قد لا تتلاءم مع رقة المرأة وأنوثتها. وحققت مشاركة الفتيات العربيات في كثير من الرياضات نجاحات باهرة، فلا أحد ينسى الفتاة المصرية «رانيا علواني»، كما تألقت بطلة السيارات السعودية «مروة العيفة» - منذ سنوات - التي حققت إنجازاً غير مسبوق بنيلها المركز الأول في رالي دبي الدولي للسيدات، علماً أنه كان أول رالي للسيدات في منطقة الشرق الأوسط والعالم، وبذلك صارت العيفة أول سيدة عربية تحقق نصراً في سباقات الرالي مستفيدة من وجودها في الإمارات الذي منحها تلك الفرصة. وقد طالبت مروة - مراراً - بإعطاء الحق للمرأة في مزيد من المشاركات سواء رياضية أو سياسية، منتقدة بعض التقاليد الموروثة التي تشل من حركة وإبداع المرأة العربية وتحرمها من حقها المكتسب في ممارسة الرياضة أسوة بالرجل الذي عجز عن أن يحقق بعض الإنجازات التي سجلتها الفتاة الخليجية رياضياً، وعلى مستوى العالم. وعلي نهج مروة سارت سائقة الدراجات النارية التونسية «حميدة السكلاوي»، التي تعد أول امرأة عربية وإفريقية شاركت في رالي دولي في سباق الدراجات النارية، وقد حققت كثيراً من الإنجازات في مجال الرياضة خلال السنوات الماضية. ورغم أن التونسية حميدة تعد الحالة الأولى في اختصاص الدراجات النارية؛ فإن التجربة النسائية التونسية في عالم السباقات قديمة، حيث سبقتها نادية القمودي، وعبلة لسود وهند الشاوش، وغيرهن. كما نجح فريق السيدات الإماراتي للكيك بوكسينج في اختراق الرياضة النسائية، واقتحمن الساحة الدولية بالمشاركة في بطولة العالم التي أقيمت في قبرص، وحققن من خلالها إنجازات كبيرة على الصعيد الدولي بقيادة الشيخة ميثاء بنت محمد بن راشد آل مكتوم. صحة بدنية ونفسية على جانب آخر؛ أشاد الأطباء بممارسة النساء للرياضة؛ كحق مشروع لهن، فضلاً عن فوائدها الصحية والبدنية والنفسية للمرأة، فمن جانبها تقول الدكتورة هالة سليمان - أستاذ علم الاجتماع بالمعهد العالي للخدمة الاجتماعية - نحن في حاجة لتدريس التربية البدنية لفتياتنا في مختلف المراحل التعليمية، لِما فيها من أهمية للصحة النفسية والصحة البدنية للفتاة في حاضرها ومستقبلها معاً، وقد أثبتت الدراسات النفسية والاجتماعية أهمية الرياضة بالنسبة للجانب الذهني والمعلوماتي، أو كما قيل: «العقل السليم في الجسم السليم»، وليس هناك مبرر واحد يمنع تعليم النساء أو مزاولتهن للرياضة سواء في المدارس أو في البيوت، حتى وإنْ قيل إن الرياضة عند الفتاة العربية هي بمثابة نوع من الدلع والوجاهة الاجتماعية، فنحن نؤيد هذا الدلع مادام يعود بالفائدة على المجتمع. الرياضة تقوِّي الذاكرة ويؤكد الدكتور محمود أحمد كمال - الأستاذ بطب عين شمس - أن ممارسة الرياضة غاية في الأهمية بالنسبة للنساء في جميع الأعمار، وأوضح أن مظاهر النسيان وضعف الذاكرة عند النساء لا تعني بالضرورة بداية الإصابة بمرض الزهايمر، فقد ثبت أن حالات النسيان عند النساء في منتصف العمر قد تنتج عن التوتر والاكتئاب وضغوط الحياة. لذا، فإن تغيير نمط الحياة يمكن أن يلعب دوراً في تحقيق قوة الذاكرة ومن ذلك التغيير المفيد: المواظبة على أداء التمرينات الرياضية، وأبسطها المشي نصف ساعة يومياً مع الإقبال على تعلم مهارات جديدة مثل الشطرنج وغيرها من النشاطات الذهنية التي تنمي الذاكرة وتقويها، والمحافظة على الصحة قدر المستطاع. وقاية من السكري كشفت نتائج أحدث دراسة طبية أجريت على عينة من النساء المصابات بزيادة نسبة السكر في الدم أن اتباع برنامج رياضي محدد أو المشي لمدة ثلاثين دقيقة مرتين أسبوعياً مع تناول الوجبات الغذائية قليلة الدهون والسعرات فترة زمنية محددة يقلل نسبة السكر. وأظهرت النتائج أن 50 % من المصابات ببدايات المرض أصبح معدل السكر في دمائهن طبيعياً، وأن 70 % من المصابات بزيادة بسيطة في معدل السكر انخفضت لديهن نسبة السكر بعد اجتياز البرنامج الرياضي إلى المعدل الطبيعي بدون استخدام الأدوية أو الأنسولين. وفسّرت الدراسة هذه النتائج بأن رياضة المشي تنشط وتحفز خلايا الجسم على إفراز الأنسولين الطبيعي مما يساعد على منع الإصابة بالسكر، وأن الرياضة تعتبر عنصراً أساسياً ووقائياً مهماً بالنسبة للأفراد الذين لهم تاريخ عائلي في الإصابة. ضرورة لجميع الأعمار يدعو الدكتور نبيل سلامة، إلى ضرورة المحافظة على ممارسة الرياضة للجنس اللطيف في جميع المراحل العمرية، لأن اللائي يمارسن التمارين الرياضية يتمتعن بطاقة أكبر على الاستمرار والاحتمال، فقد أظهرت الدراسات أن التمارين حتى تلك التي تمارس باعتدال لمدة ساعة ثلاث مرات في الأسبوع، يمكنها مضاعفة قوة الإنسان ومرونة جسده. كما تفيد الرياضة في القضاء على البدانة وفي تقنينها، أوْ الحد من انتشارها، وعليه فلابدَّ من ممارسة الرياضة، فهي كفيلة بتحسن المهارات الحركية، وتعزز الثقة بالنفس، وقد تسهم أيضاً في ترسيخ دوام الصحة طوال العمر. رياضات للحوامل وقد كشفت دراسة حديثة أن النساء اللواتي يمارسن رياضة الجري ينجبن أطفالاً أذكياء وأصحاء. وأوضحت الدراسة، أن هذا الأمر يبدو واضحاً جداً إذا ما قامت به السيدة في الأشهر الأولى من الحمل، ومن الرياضات التي ينصح بممارستها خلال الأشهر الأخيرة من الحمل رياضة ركوب الدراجات الهوائية، التي تعزز الحيوية والنشاط لدى الحامل والجنين. وأشارت الدراسة إلى أن رياضة (الركض، وركوب الدراجات، والسباحة) تعمل على نقاوة حركة الدماغ، وتوصيل الدم والغذاء للجنين بشكل سهل للغاية؛ الأمر الذي يساعد الطفل على التحلي بنقاوة في دماغه.

مشاركة :