حرية فكرية - مقالات

  • 4/29/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

زوَّد الله تعالى الإنسان بالعقل وبين له الخير والشر وأعطاه الحرية في الاختيار: «وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر» الكهف. ثم تجد من يشكك في موقف الإسلام من الحريات، ويدعي أنه يقيد الإنسان ولا يعطيه حقه في إبداء الرأي ويزعمون أنه يُكره الناس على اعتناق الدين وأن مبادئ الشرع تنافي الحرية الشخصية للإنسان.ولكن الإسلام أقر مبدأ الحرية وتعدد المذاهب والفرق السياسية والدينية وفتح باب الاجتهاد ومبدأ الشورى الذي أكده القرآن الكريم: «وأمرهم شورى بينهم» سورة الشورى، فهذه ركيزة من ركائز الدولة الإسلامية وأكبر دليل على إتاحة التفكر والإبداع وتحريك العقول في جميع المجالات، فقد فتح الإسلام أبواباً وطرقاً في كل علم وعمل إبداعي وفكري كالمنطق والطب والطبيعة والرياضة والهندسة ودفعهم إلى الأمام ولم يقف حائلاً دون انطلاق هذه الحرية.وفي كتاب رب العالمين آيات تحث على التفكير العميق كقوله تعالى: «أولم يبصروا»، «أولم يتفكروا» ومواضع عديدة، فهذه دعوة للتفكر في كل ما نسمع ونرى؛ بل دلت على تحريك عقول كانت معطلة لا تتحرك وإنما تتبع وتقلد الأسلاف والأجداد فحذرهم من هذا التقليد الأعمى والتبعية المفرطة، يقول تعالى: «وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئاً ولا يهتدون» البقرة/170. وكذلك في أحاديث نبوية منها قوله عليه الصلاة والسلام: «لا تكونوا إمعة»، فهذا نهي عن التقليد المجرد من الفكر.ولما أتاح الإسلام حرية الرأي جعل له ضوابط وقيدها بالحفاظ على أركان الدين؛ وهو أساس الدولة، ومنع الطعن في ما هو مسلَّم من الدين، ولم يسمح بإباحة المحرمات وإعلان ذلك على الناس، فلا حرية فكرية إلا بضوابط وحدود.aalsenan@hotmail.comaaalsenan @

مشاركة :