الخلية الإجرامية التي ضبطتها أجهزتنا الأمنية في الأسبوع الماضي -بفضل من الله تعالى، وتوفيق منه- لو أنها تمكّنت من تنفيذ مخططها الإجرامي، الذي كشفت عنه السلطات، لكان ترتب على ذلك فساد كبير، ولقُتِل خلق كثير من مواطنين وسواهم، ناهيك عن خطط إجرامية أخرى تتعلّق بالتهريب، سواء كان تهريبًا للسلاح، أو تهريبًا للبشر، خاصة للنساء والأطفال، وقد ذُكرت في البيان الذي صدر عن وزارة الداخلية أسماء صريحة لبعض النساء اللاتي هُرّبن زيادةً في دقة التوثيق، وصحة المعلومات، وبقدر ما سررنا من نجاح الأجهزة الأمنية في إفشال هذه العملية التي كانت ستروّع العباد، وتخلّ بالأمن، فقد اندهشنا من أمرين.. أولهما: أن الكثرة الكاثرة من المضبوطين كانت من السعوديين، إذ ضمّت الخلية عشرات منهم ما عدا ثلاثة على ما أذكر: فلسطيني، ويمني، وباكستاني، وشرُّ البليةِ ما يضحك، وكأن هؤلاء الثلاثة هم العمال الذين يساعدون أصحاب العمل الإجراميّ في حمل السلاح، وتوضيبه، أو في أعمال السكرتارية والاتصالات... إلخ، أمّا الأمر الثاني الذي اندهشنا منه فهو أن معظم هؤلاء السعوديين المضبوطين هم من المفرج عنهم سابقًا في قضايا مشابهة، أيّ أنهم استتيبوا ثم أطلق سراحهم ليعودوا إلى غيّهم القديم، ويشاركوا في مخططات إجرامية للتخريب، والقتل، والتفجير، والتدمير، وإشاعة الفوضى، والذعر، والإخلال بالأمن بشكل عام، والاستهانة بالأنظمة المرعية في الجوازات، والإقامة، ناسين أن أنظمة المملكة -ولله الحمد- تُعدُّ من أقوى الأنظمة إقليميًّا، ومحليًّا، وعالميًّا. وهذا الاستهتار الواضح من قِبل هذه الفئة الضالة يدل على عدم تقدير أفرادها للنهج الإسلامي والحضاري الذي اتبعته السلطات معهم، رغم كل ما اقترفوه من جرائم وموبقات، إذ توسمت فيهم الخير، وأنهم صدقوا في توبتهم ليعودوا مواطنين صالحين، ويعيشوا في ظل هذا الأمن والأمان والرخاء في ربوع هذا الوطن المسلم. وعليه فإن العود إلى سلوكهم الشائن بعد كل هذا المعروف الذي أسدي لهم ينبغي أن يعاقبوا عليه عقابًا رادعًا، جزاء ما جنت أيديهم، ولكي يكونوا عبرة لأقرانهم ممّن يفكرون -مجرد تفكير- في المساس بأمن هذا الوطن واستقراره، فما فعلوه خيانة عظمى لوطنهم، ومواطنيهم قبل أن يكون معصية لله، ورسوله. وإن فكرنا قليلاً في السبب الجوهري لكل هذه المفاسد والأخطار المحدقة، لا نجد إلاّ الفكر الضال الذي يشبه فكر الخوارج، إن لم يكن أسوأ منه بكثير، فهذا الفكر هو الذي حمل أمثال هؤلاء إلى التخطيط لخيانة بلادهم، وإخوانهم من المواطنين بترويعهم، وقتلهم، واستباحة دمائهم. والفكر نفسه يقف حول تحريض أبنائنا من الفتيات والشبان للرحيل إلى الموت، في حروب ما أنزل الله بها من سلطان، لا علاقة لها بالجهاد، ولا تخدم في مجملها إلاّ أعداء الأمة، وها نحن نسمع ونرى بين فترةٍ وأختها قصصًا تُدمي الفؤاد عن أبنائنا ممّن هم في ريعان الشباب، وهم يُقتلون، ويُعذبون، ويُنكّل بهم بعد أن غادروا وطنهم وهم يظنون أنهم ماضون للجهاد في سبيل الله. وأختم مقالتي هذه بالدعوة إلى ضرورة التعامل مع من يغررون بهؤلاء الشبان، ويدفعونهم إلى هذه الفعال الشائنة، فهم رأس الأفعى التي ستستمر في نفث سمّها إن اكتفينا بقطع ذيلها. Moraif@kau.edu.sa للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (53) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :