محمية الحفية.. تاريخ ممتد وحياة تتواصل

  • 5/3/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: «الخليج» تمتاز محمية الحفية في مدينة كلباء ببيئتها الجبلية والصخور والسهول الحصوية الملاصقة لسفوح جبالها، والتي تحتوي على أشجار السمر وبعض الزواحف وعدة أنواع من الطيور، وتجعل منها بيئة طبيعية نادرة، إلى جانب ذلك تكتسب أهميتها التاريخية من الارتباط البشري القديم والكبير بها كواحدة من المناطق التي تقف شاهدة عيان على تاريخ المنطقة البشري، وهذه العناصر ساهمت في إعلان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بموجب المرسوم الأميري رقم 27 لسنة 2012، لتُضاف إلى المناطق الطبيعية والتي تُشكّل في مجملها مجموعة من أهم المحميات في إمارة الشارقة بكافة مناطقها الساحلية والجبلية. تقع محمية الحفية في المنطقة الشرقية لإمارة الشارقة على الشريط الجبلي الذي يغطي المنطقة هناك، حيث تم تحديد المحمية بمساحة 5.4522 كيلومتر مربع تغطيها المرتفعات الجبلية، وتتواجد أعلى نقطة في محمية الحفية على الجبل والذي يبلغ ارتفاعه 448 متراً. بيئة خصبة تمتد المحمية من وادي الحلو وصولاً إلى البحر ناحية خور كلباء المطل على ساحل سلطنة عمان، وهي طبيعية تضم أشجار السدر التي تمت زراعتها في منطقة وادي الحلو. حيث تشكل إضافة مميزة، وبيئة خصبة لإنتاج نوعية جيدة من عسل السدر المعروف الذي تشتهر به دولة الإمارات، ويشكل مساهمة جيدة في الغذاء والعلاج. وتتمتع منطقة الحفية بكامل الصفات الجغرافية ذات الطبيعة الخصوصية التي تجعل من إعلانها محمية طبيعية، توفر لها كامل الرعاية والمحافظة والصون وفقاً لقوانين البيئة والمحميات الطبيعية، تجعل إعلانها قراراً حكيماً بلا منازع، يحفظ للشارقة كامل حقوقها المعروفة بها محلياً وعالمياً، في اهتمامها اللامحدود بالبيئة على كافة المستويات، الإيكولوجية والتاريخية والعلمية والبشرية. تنوع بيولوجي تتضمن المحمية عدداً من بعض أنواع الزواحف النادرة والحيوانات المهددة بالانقراض، إضافة إلى أنواع من الطيور الموجودة أو التي كانت موجودة وتناقصت أعدادها، وتهدف المحمية إلى تحقيق حماية البيئة ذات السهول الفيضية الملاصقة لسفوح الجبال والتي تعد ملاذاً آمناً لأنواع من الحيوانات والطيور والزواحف والقوارض، إلى جانب العمل على توطين الحيوانات وإطلاقها، مما يسهم في إكثارها وعودة إنعاش الحياة إلى طبيعتها من قبل. حيث تعتبر من المحميات التي تمتلك التنوع البيولوجي والموارد الطبيعة والتضاريس المختلفة التي تسهم في تأهيل الحيوانات النادرة والمهددة بالانقراض في التعايش والتكيف. وتتواجد بالمحمية أنواع جميلة ومختلفة من الطيور التي تعشش وتضع بيوضها مثل الحمام البري وطيور الهدهد والصقور، والتي تتوافر لها كافة سبل العيش. مشروح سياحي تماشياً مع الأهداف العامة في صون الحياة البرية بشكل عام، والجبلية على وجه الخصوص، عملت محمية الحفية خلال مراحل سابقة على ترتيب إطلاق صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والراعي الأول للبيئة، لعدد من الحيوانات البرية النادرة والمهددة بالانقراض، والتي عملت هيئة الشارقة للبيئة والمحميات الطبيعية على العناية بها وجلبها. وأتى رفد المحمية بهذه الحيوانات والطيور في إطار تدشين مشروع كلباء السياحي البيئي والذي تعمل هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق» على تطويره وتنميته وتعميره كأكبر مشروع سياحي بيئي في المنطقة والعالم. وتم خلال المراحل السابقة، إطلاق 38 نوعاً من الغزال الآدمي الذي يتميز بحدة حاستي السمع والبصر، ويعتبر إضافة نوعية مميزة. كما تم إطلاق 21 نوعاً من الصقور من الأنواع المختلفة مثل: الحر والجير والوكري والقرموشة والشاهين، إلى جانب عقاب السفوح والبومة النسرية وهي أكبر أنواع البوم في العالم، وتعيش في الصحارى والغابات. وتهدف هذه العمليات المستمرة في إطلاق الحيوانات البرية المهددة بالانقراض إلى إعادة تأهيل الطبيعة البرية للمحمية والتي كانت موطناً وثروة حقيقية لكنوز اندثرت منذ زمن بسبب تعرضها لعملية تخريب آدمي مثل الصيد الجائر والممارسة البشرية الخاطئة، والتي تبذل المحمية جهوداً كبيرة في سبيل إعادة الحياة الطبيعية لها، مما ينعكس على الحياة البشرية ودورتها بشكل عام. تحدي الطبيعية الزائر لمحمية الحفية، يدهشه في البداية منظر المرتفعات الجبلية، والأشجار التي تنتشر وسط السهول الحصوية حيث تثير انتباهه ما تتميز به من مسطحات صخرية صغيرة، وأشجار السمر، وما تملكه من تنوع بيولوجي وموارد تتحدى في قوةٍ الطبيعة القاسية، وتشير إلى شموخٍ وتاريخ المنطقة، وشكيمة إنسانها الذي عاصر هذه الطبيعة قديماً، وتعايش معها، ولم ينسها في الحاضر، ويعمل لأجل مستقبلها، لأخذ حقها الطبيعي في الحياة ودورتها.

مشاركة :