أَحرصُ دَائمًا عَلى تَلبية الدَّعوَات؛ التي تَأتيني مِن المُدن الصَّغيرة، أو تِلك المُدن البَعيدة عَن مَناطِق الضّوء، لأنَّ النَّاس هُناك -أعني في تِلك المُدن الصَّغيرة- يُحبّون مَن هَاجر إليهِم، ولَديهم الوَقت للاستمتَاع بحيَاتهم، ومُشاهدة وحضُور مَا يَتم في مُدنهم مِن فَعاليّات..! لذَلك استجبتُ لدَعوَاتٍ مَشكورةٍ، جَاءتني مِن "الجوف"، ومِن "عرعر"، وهَا أنَا اليَوم في أُملج لنَفس الغَرَض، فقَد تَلقَّيتُ دَعوةً كَريمةً لإدَارة مُحاضرة؛ يَتحدَّث فِيهَا شَيخنا الجَليل وأُستَاذنا الكَبير "عبدالرحمن المعمّر"، عَن ابن أُملج، الأَديب الكَبير صَاحب الخُلق الرَّفيع "عبدالعزيز الرفاعي"..! عِندَما وَصلتني الدَّعوة مِن اللَّجنة الثَّقافيّة في أُملج، المُنبثقة مِن نَادي تَبوك الأَدبي، عَبْر الصَّديق "محمد حامد السناني"، لَم أتردَّد بالمُوَافَقَة لثَلاثة أسبَاب، السَّبَب الأوّل: حتَّى أَزور قِطْعَة مِن بِلَادي؛ وهي أُملج، التي لَم أَزرها مِن قَبل، والسَّبَب الثَّاني: لأتَطَاوَل عَلى أقرَاني بمُصَاحبة الشّيخ "عبدالرحمن المعمّر"، ثَالث الأسبَاب: هو الالتقَاء بالأحبَاب والأصحَاب مِن أَهل أُملج، الذين لا تَنقطع رَسَائِلهم الوَدُودَة لِي..! اللَّيلة ستَكون المُحاضرة، وقَد خَرج الجنّي العَرفجي الصَّغير؛ ليَكتب هَذه الأبيَات بَعد فَترة غيَاب عَن الشّعر، وهي أبيَاتٌ تَخصُّ أُملج وَحدها، وإذَا طُلب منِّي أن أكتُب لمَدينة أُخرَى سَأقول: (لقَد سَبقتكم بَها أُملج)..! الحُسنُ في كُلِّ الأمَاكِن يُبهجُ لَكنّه في حُضن أُملج أَبهجُ يَا أُملج الحورَاء جِئتُكِ هَائمًا أهوَى الجَمَال فأَين أَين المَخرجُ البَحرُ فِيكِ قَصيدةٌ فَتَّانةٌ تُسبي القلُوب كَما يَقول العَرفجُ يَا لَائمي في مَدح أُملج إنَّني لُغةٌ تُسافر.. والقَصيدة أُملجُ هَذا المَسَاء نَرَى "المعمّر" وَاهِجًا ومَع "الرِّفَاعي" فـ"المعمّر" أَوهَجُ هَذا "المعمّر" في "الرِّفَاعي" مُغرَمًا ويَقول عَنه مَا يَسرُّ ويُبهجُ إنَّ "الرِّفَاعي" ابن أُملج نَهجه نَهجُ الكِبَارِ.. فنِعم نِعم المَنهجُ إنْ كَان لِي قَولٌ فإنِّي قَائلٌ: إنَّ الجَمَالَ بِبَحر أُملج ينسجُ حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: نَظرًا لأنَّ أَهل أُملج ممَّن يَمتهنون الكَسرَات ويَعشقونها، فهَذه كَسرَة عَرفجيّة؛ أُصَافِح بهَا الوجُوه الأُملجيّة: سَلامٌ يَا أُملج الأحبَاب سَلامُ عَاشِق بِكُم هَايم سَلامٌ يَا بَشكة الأصحَاب سَلامٌ في بَحركم عَايم *** دَخلتُ أُملج وأنَا الوَلهَان أَدوّر أَهل الكَرَم فِيها لقيتهم أَقْرَب الخلّان والجُود فِيها يحلّيها تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain