المستكبرون ظاهرًا وباطنًا! | أ.د. سالم بن أحمد سحاب

  • 5/16/2014
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

أن تقبل بعض الحق وترد بعضه، فتلك جريمة إذا كان قلبك موقنًا به، وأنت له جاحد عنادًا وكبرًا وصلفًا.. قال تعالى: (فإنهم لا يكذبونك، ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون). وأما إذا رددت الحق كله لأن هوى نفسك يأمرك بذلك، ولأن هتاف صحبك يحثك على الاستمرار في العناد والكبر حتى تبلغ مرحلة الدجل والكذب، فذلك هو الضلال بعينه والفجور باستدامته والغي في منتهى تسلطه. وهكذا فعل المستكبرون من قوم صالح -عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام- حين سألوا الفئة المستضعفة التي آمنت وصدّقت قائلين: (أتعلمون أن صالحًا مرسل من ربه؟)، فردوا عليهم فردوا: (إنا بما أرسل به مؤمنون)، لقد تجاوزوا مجرد العلم إلى مرحلة اليقين والإيمان، فكثيرًا من الناس يعلمون، ولكن لا يؤمنون جحودًا وكبرًا، وما إبليس عنهم ببعيد! وعندما سمع المستكبرون الرد الصافع الناصع، سارعوا إلى التكذيب بصوت واحد واعتراض واسع: (قال الذين استكبروا إنا بالذي آمنتم به كافرون). لا حوار ولا محاولة للفهم ولا أخذ ولاعطاء، وإنما هي كلمة واحدة.. كلمة الكفر التي طمست قلوبهم وأصمّت أسماعهم وحطمت كل سبل التعقل والتفكر والتدبر. وهكذا هم السفهاء عندما تكون لهم السطوة والقوة وتجري الرياح بما هم يشتهون كما كان حال كفار قريش في مكة قبل الهجرة.. منعة وسطوة وقوة ورئاسة وتاريخ، وأما في المدينة المنورة يوم علت كلمة الحق وظهر نور الإيمان خرست الألسنة وظهرت فنون المداهنة يمارسها المنافقون كبارهم وصغارهم بدءًا بابن سلول وانتهاء بحفنة من الأعراب هم أشد كفرًا ونفاقًا، ومنهم (المعذرون من الأعراب) الذين تخلفوا عن غزوة تبوك بدون عذر، فجاؤوا يقدمون الكذبة تلو الأخرى للنبي عليه الصلاة والسلام كي يعفو عنهم ويعذرهم. وعلى ذلك جُبل المنافقون أينما كانوا، نفس الجينات تتكرر أحفاد ابن سلول فكرًا وسلوكًا وفجورًا، سلاحهم الكذب بلا حدود، والفجور في الخصومة بلا ضوابط، والمتاجرة بالكلمة مهما حقرت وصغرت وبان عوارها، فعلوا ذلك في مدينة المصطفى عليه السلام، وهو بين ظهرانيهم، وفعلوها والخلفاء الراشدون ماثلون أمامهم. وصدق الله: (هم العدو فاحذرهم، قاتلهم الله أنى يؤفكون). salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :