استضاف بيت الشعر في الخرطوم، بالتعاون مع مجموعة ريحة البن الشعرية السودانية، أمس الأول، الشاعر السعودي جاسم الصحيح، في أمسية توهّجت بقصيدة التفعيلة، وذلك ضمن فعاليات منتدى الثلاثاء الذي ينظمه البيت أسبوعياً.جاسم الصحيح شاعر سعودي ولد في مدينة الأحساء، صدر له دواوين عدّة هي: رقصة عرفانية، ظلي خليفتي عليكم، أعشاش الملائكة، حمائم تكنس العتمة، عناق الشموع والدموع، ما وراء حنجرة المغني، ونحيب الأبجدية.وافتتح الصحيح الأمسية بنصوص قصيرة متنوعة، من ديوانه «الكبير الصاعد»:مات الربيع الأخيرُفلا تنتظر من طيور الهواجرِشدواً يطيل الغصونأنا وهج الكائنات الخفيوأول من عشقوا الأرض أو ضيعوها.من جهةٍ أخرى، نظّم البيت دورة تدريبية بعنوان «النقاد الشباب»، في سعي لتخريج 15 ناقداً شاباً، يُلمّون بجميع مدارس ونظريات النقد العربي، بالإضافة إلى وضع منهج للنقد، وهي مبادرة ثقافية يقدمها البيت ضمن 10 حلقات يومية.ووفق ما أعده الدارسون في الحلقة الأولى، فإن موضوعات الدورة تبدأ بالنقد العربي على مدى عصوره القديمة، مروراً بالمدارس الحديثة من بنائية وسيميائية وأسلوبية وتفكيكية، ثم التطرق لموضوعات أخرى تتعلق بالنقد الثقافي والنفسي والاجتماعي وأيديولوجيات ومدارس ونظريات النقاد.تأتي هذه الخطوة ضمن أهداف البيت الكبرى، لتقديم الأفضل للحركة الأدبية في السودان ودفع عجلة النقد لتوازي الحركة الشعرية ونهضتها.وما يميز هذه الحلقة أن النقاد الدارسين هم الشعراء الشباب الذين حملوا لواء النقد وعكفوا على معالجة الخلل والفجوات ليقدّموا لأنفسهم وللساحة النقدية أسماء وروافد تضيف لمسيرة النقد أصواتاً جديدة.وتناولت الحلقة الثانية، النقد العربي في العصور القديمة ومراحل تطوره، حيث تناول هذا الجانب كل من أسامة تاج السر والدكتور مزمل الركابي، متخذين من مناهج النقد المتعاقبة والحديثة آليات تطبيق وسبل لفتح الأذهان والمدارك على هذا الإرث الذي يتكئ عليه الأدب العربي بكل حيثياته.أما الحلقة الثالثة فكانت للبنائية، ومسحاً عاماً لفكرتها ومؤسسيها ومنظريها، قدمها الواثق يونس، متناولاً أبرز ما جاءت به هذه النظرية التي شغلت الناس ولم تزل تقدم أطروحاتها في ميادين النقد الحديث.وتناول الدكتور محمد عبد الله عبد الواحد السيميائية منذ نشأتها وأهم أعلامها، ونماذجها الهرمية متناولاً الأنماط والسياقات والرموز والأيقونات والدلالات عناصر لتبسيطها وإيصالها للدراسين.
مشاركة :