مدارس وتجارب - فالح الشراخ

  • 5/18/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تمثل المجالس التي تعقد بشكل يومي حيث يجتمع فيها الكبار والصغار تحت ما يسمى بالقهوة كرمز للتجمع وكانت المجالس قديماً تحفل بثقافة من نوع خاص تلك الثقافة هي ثقافة القصة والشعر والخبر وكان يطلق عليها (الشبة) وهي مشتقة من شبة النار التي تمثل رمز الكرم والدعوة للاجتماع. وهذه المجالس التي غالبا ما تكون بين صلاتي المغرب والعشاء يحرص الشباب والصغار على حضورها لإدراكهم أن لها مردوداً إيجابياً عليهم، وكان الآباء يحرصون على حضور أبنائهم لهذه المجالس أو ما يعرف بالشبة وهي شبه يومية، ويزيد من جمال هذا اللقاء عندما يتواجد فيه أكثر من شاعر وراوٍ وعند حضورهم يمثلون فرسان الجلسة ويحرص الحضور على الحفظ للقصة أو القصيدة وذلك من منطلق أن القصيدة أو القصة هي زيادة في ثراء المتلقي من الموروث الذي يمثل ثقافة في حد ذاتها تزيد من قيمة وخبرة المهتم بها ويعود ذلك لقلة الشعراء والقصائد وايضا القصة ولم يقف دور هذه المجالس عند هذا الحد بل يتخللها النصيحة وتعلم الشباب والصغار أصول المراجل وخبرات الآخرين وتجاربهم في الحياة. وكانت المجالس منبرا للنصائح وتوجيه الكلمة الطيبة لذا يتم توارث هذه الثقافة بين الأجيال في الوقت الذي يفتقد فيه جيل اليوم مثل هذه النوعية من المجالس التي تحولت الى تجمع لتبادل الرسائل والصور ومشاهدة ما تبثه وسائل التواصل الاجتماعي لذا ظهر ما يسمى بالحلقة المفقودة بين جيلين وبالتالي فقدان جزء كبير من ثقافة العامة وتاريخهم.

مشاركة :