«ساكسو بنك»: ترامب و«أوبك» المحركان الرئيسيان لسوق السلع الأساسية

  • 5/22/2017
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

يمكن أن تلعب مخاوف النمو في كل من الصين والولايات المتحدة الأميركية دورها في الحد من معدل رفع أسعار الفائدة الأميركية؛ وسيؤدي ازدياد النمو الأوروبي إلى تقليل احتمال استرداد الدولار الأميركي لقوته السابقة. مازالت حالة عدم اليقين المرتبطة بالمستقبل السياسي للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقدرته على تمرير مشاريعه المعززة للنمو، ترخي بظلال تأثيراتها على الأسواق العالمية. ونجمت العاصفة الأخيرة، التي اجتاحت فترة رئاسته، عن إقالة رئيس مكتب التحقيقات الفدرالية جيمس كومي، وتعيين مجلس خاص للتحقيق بالصلات المحتملة بين مساعدي حملة ترامب الانتخابية وروسيا. وحسب تقرير صادر عن «ساكسو بنك»، انخفضت عائدات السندات وتراجعت قيمة الأسهم الأميركية إلى أدنى مستوياتها منذ سبتمبر، قبل أن تنتعش بناء على بيانات قوة الاقتصاد الأميركي. وإضافة إلى ذلك، جاءت فضيحة الفساد في البرازيل مؤخراً لتهز عائدات وأسعار الأسهم والعملات في الأسواق الناشئة. وارتفعت التداولات حسب مؤشر بلومبرغ للسلع الرئيسية خلال الأسبوع، ولكنها بقيت منخفضة بنسبة 4 في المئة منذ بداية العام حتى اليوم. ضخ نقدي وشهدت توجهات طلب الملاذ الآمن على المعادن الثمينة، وليس أقلها الذهب، حالة من المد والانحسار، فيما وجد النفط الدعم قبيل الاجتماع الرئيسي لـ»أوبك» في 25 مايو. وانتعشت أسعار النحاس مع الحديد الخام والفولاذ، نتيجة لتوجه الصين نحو التخفيف من حدّة المخاوف، بعد أن قام بنك الصين الشعبي بإبطاء وتيرة التشديد وتعزيز الضخ النقدي. وتزامن ارتفاع أسعار الذهب والسندات والين الياباني مع تجدد الطلب على الملاذ الآمن والمرتبط بازدياد الشكوك السياسية المستمرة التي ظهرت هذا الأسبوع في واشنطن. وتراجعت الأسعار فوق معدل حركتها على مدى 200 يوم عند 1245 دولارا للأونصة فقط، لتجد المقاومة الفنية عند 1265 دولارا للأونصة، وهو يمثل ارتداداً للمبيعات بنسبة 61.8 في المئة في الفترة بين أبريل إلى مايو. وتبدو مخاطر انخفاض الأسعار محدودة عند 1245 دولارا للأونصة، ولكن ذلك يعتمد إلى حد كبير بتوجّه العائدات وأسعار الدولار على النحو المبين أدناه. وانقسم التركيز بين استمرار ارتفاع أسعار الفائدة الأميركية، وتجدد الطلب على أصول الملاذ الآمن. وبقيت اللجنة الفدرالية للسوق المفتوح على مساعيها لرفع الأسعار مجدداً عند اجتماعها في 14 يونيو، ولكن الآمال الضئيلة في عودة قريبة للهدوء إلى المشهد السياسي في واشنطن تدفع الذهب نحو استقطاب مزيد من الطلب. ويمكن أن تلعب مخاوف النمو في كل من الصين والولايات المتحدة الأميركية دورها في الحد من معدل رفع أسعار الفائدة الأميركية؛ وسيؤدي ازدياد النمو الأوروبي إلى التقليل من احتمال استرداد الدولار الأميركي لقوته السابقة. ومن المرجح أن تسهم هذه التطورات في انخفاض الاهتمام ببيع الذهب، مما يؤدي إلى انحراف نسبة مكافأة المخاطر نحو الاتجاه التصاعدي. توجه تنازلي ولاتزال توقعات الذهب على المدى المتوسط تعتمد على احتمال قدرته على تغيير التوجه التنازلي منذ ستة أعوام، والذي يوفر حالياً مقاومة عند 1280 دولاراً للأونصة (اعتماداً على الملاحظات الأسبوعية). وأظهرت الفضة مجدداً بيانات اعتماد عالية التقلبات، لتتراجع بعد نشر أكبر مكاسب شهدها المعدن في أكثر من شهر. وفي العموم، سعت الفضة لمواكبة أسعار الذهب بالنظر إلى أن ارتفاع الأسعار في هذا الأسبوع جاء نتيجة للسعي نحو الملاذ الآمن، وهي فئة سعت الفضة جهدها للانضمام إليها، نظراً لاستخداماتها الصناعية ومخاوف النمو الحالية في الصين. وجاء معدل تداولات الذهب بالمقارنة مع الفضة، والتي تظهر تكلفة الذهب قياساً بأونصة الفضة، قريباً من أعلى مستوياتها منذ يونيو الماضي. بيد أن الدعم جاء نتيجة الارتفاع الأخير في الطلب عبر المنتجات المتداولة في البورصة، بينما خفضت الصناديق الرهانات على العقود الآجلة المضاربة على الارتفاع من أرقامها القياسية إلى أدنى مستوياتها منذ 15 شهراً خلال أربعة أسابيع من البيع المكثف. زيادة موسمية وجاءت تداولات النفط الخام مرتفعة خلال الأسبوع الثاني مع إعادة تأسيس الدعم نتيجة لصدور تقريرين متتاليين داعمين عن المخزونات الأميركية، والاعتقاد المتزايد بتوجه منتجي «أوبك» والدول غير الأعضاء فيها، والذين سيجتمعون في فيينا بتاريخ 25 مايو، نحو الموافقة على تمديد سياسة تخفيض الإنتاج الحالية إلى فترة لا تقل عن 6 أشهر أخرى. وفي ضوء التوقعات المتعلقة بالزيادة الموسمية على الطلب خلال النصف الثاني، ينبغي أن يبدأ انخفاض المخزونات العالمية للأسهم باتخاذ شكل أكثر وضوحاً، مما يدعم الأسعار. ومع ذلك، سيبقى النفط في مواجهة مزيد من ارتفاع الإنتاج في الولايات المتحدة الأميركية، وربما في كل من ليبيا ونيجيريا. وخلال الأشهر الستة الماضية، ومنذ أن اتفق أعضاء «أوبك» على تخفيض الإنتاج، شهدنا زيادة معدلات الإنتاج الأميركي بنحو مليون برميل بالمقارنة مع التوقعات في نوفمبر الماضي. وعلى هذا الأساس، من المتوقع أن تتراجع طموحات «أوبك» عن الاجتماعات السابقة، وتحديد هدف رئيسي للمرحلة يتجلى في شراء مزيد من الوقت ودعم الأسعار في انتظار انطلاق مرحلة الانتعاش المرجوة في وقت لاحق من هذا العام.

مشاركة :