حتى العُنْف يُثير الإعجاب - عبد العزيز المحمد الذكير

  • 5/28/2014
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

لمن يذكر بدايات البث التلفزيوني في بلادنا سيجد أن الناس تشبثوا بشكل ملفت بالملاكمة والمصارعة. وتيسّرت الشركات التي كانت تزود التلفزيون بالمباريات التي تقتصر من أولها إلى آخرها على الكراتيه.. والتايكوندو، وجاهل من يتصوّر أن هذا ليس عنفاً أيضاً. وعدد غير قليل من الأسر عللوا ما يلاقونه داخل المنزل من مصارعة مع الوسائد والدواليب والأبواب على "درس" التلفزيون الذي لم يجد ما يُرضي المشاهد سوى ساعات طويلة من بث المصارعة. حتى أن البعض يرتبط بالوقت التي تُبث فيه تلك البرامج، ويُلغي مواعيده. وبالغوا في ذلك فقالوا إن ليالي الزواج التي تتصادف مع موعد مصارعة، يقل من يُلبّيها، أو يخرج المدعوون قُبيل الموعد. وتُعلل المصارعة بانها فن من فنون الدفاع عن النفس وهذا الذي جعلها تتسم بالعنف والقوة والإثارة تجري بين متباريين يهدف كل منهما إلى طرح خصمه أرضاً وتثبيته، وهي واحدة من أقدم الرياضات التي مارسها الإنسان إذ عُثر في مصر على رسوم المصارعة في مقبرة أثرية يرقى تاريخها إلى عام 2500 قبل الميلاد كما عثر أيضاً على نقوشٍ. وجاءت كتابات قديمة وأفلام تزعم أنها (أي ألعاب العنف) بدأت كفقرة تتسلى بها الأسر الكبيرة وضيوفها. وهذا قريب من الصواب لأن الدفاع عن النفس هو بما يملك من أدوات وأحجار عند حلول الاعتداء. وتُظهر الرسوم ذلك.  الميل إلى العنف طبيعة الكائنات الحيّة منذ خلق الله الأرض ومن عليها، خصوصاً إذا كان العنف آتياً من حسد أو غيرة أو تنافس. ولو فكرنا قليلاً لوجدنا العنف مصاحباً للنشاط البشري وقيل إن لعبة الشطرنج بما فيها من قتل.. وطرد.. وكش الخ كانت عنفاً مرفّهاً..! عرفه الإنسان المترف لإشباع رغبة في داخله للفتك.. والقتل.. وهدم القلاع.. والحصون..

مشاركة :