تداولت الأحاديث هذه الأيام مسألة حصر دوام التجارة وأهلها بالساعة التاسعة ليلاً، علّ هذ يُقلل من النشاط المحموم لباعة التجزئة ويتيح الفرصة للوطني كي يبيع مثل الأجنبى. والشركات المنظمة الكبيرة تلتزم بدوام رسمي لإدارييها وعمالتها، مع أنه توجد بعض المصالح قي القطاع الخاص لو أردت مقابلة المسئول الأعلى فيها فهو لا يحضر إلا في الحادية عشرة ليلاً. ويحتفظ بجزء من سكرتاريته حتى الواحدة صباحاً. هذا في رأيي غير مألوف لأن نظام الكسب العرفي هو من طلوع الشمس حتى المغيب، أي في النهار كما في الآية الكريمة.(وجعلنا النهار معاشا). ويعجب الأجانب القادمون لمواجهة كبار رجال الأعمال، ممن يُفضلون العمل ليلاً. ورددوا مُصطلح Hard to see لكونهم لم يتعودوا تعاطي الأعمال ساعة الذهاب إلى الفراش. !To do business at bed time شاع المصطلح بين الشركات الغربية إبان فورة المال والمشاريع الكبرى. كان دخول الشركات وتحالفها آنذاك يتطلب وكيلاً ذا نفوذ وجاه وقدرة على معرفة المداخل والمخارج.. وتطمع تلك الشركات، بعد تأمين العقد الدسم، أن يقوم الوكيل أيضاً بالكثير من الخدمات.. كمحادثة هذا.. والتوسط لدى ذاك.. وتذليل تلك العقبة، والاستدارة، وفي بعض الأحيان الكسر. لكن ذاك الوكيل ما أن يجري توقيع العقد إلا ووجدته الشركة (التي هو وكيلها) يدير ظهره عن كثير من شؤونها كمفاوضات الإسكان والاستقدام والخروج والعودة، وحلّ المشاكل الروتينية ويدعوهم (يدعو الشركة) إلى توظيف "معقّب" لذا وجد الناس عندنا أن راتب المعقب السعودي يصل أو يقترب من راتب بعض المديرين. وقال مدير غربي إن وكيلنا HARD TO SEE أي تصعب رؤيته.. فإذا لم يكن نائماً وسط النهار فهو مسافر.. وإن كان غير ذلك فهو مشغول مع مندوبين لشركات أخرى. وإن جرى تطبيق هذا النظام على تجار التجزئة فيجب أيضا حل معضلة من لا يحلو لهم الدوام إلا "بعد" التاسعة ويطلبون من بعض موظفيهم الوجود في المكتب، لمواكبة الفارق الزمني في أسواق العالم.
مشاركة :