النقد الثقافي بقلم: أزراج عمر

  • 5/26/2017
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

مفهوم التمثيل متعدد الأبعاد حيث أنه يتضمن بعدا سياسيا إلى جانب أبعاد معرفية مجردة أخرى كأن تمثَل الدوال عالم الطبيعة وأفعال الإنسان.العرب أزراج عمر [نُشر في 2017/05/26، العدد: 10644، ص(15)] من الصعب جدا أن نفهم كيف يشتغل كل من النقد الثقافي والسياسة من دون الإلمام بمفهوم وأنظمة ونظريات، “التمثيل”. إنه من الضروري أن ندرك منذ البداية أن إجراء عمليات التمثيل مشروط أيضا بإدراك كيف يولد المعنى وكيف تشتغل اللغة. وفي الحقيقة فإن الدارسين يرون أن مفهوم التمثيل “يحتل مكانة خاصة في مجالات مختلفة من الحياة البشرية وفي النقاش الفكري والثقافي والسياسي منذ القدم إلى عصرنا” وأن أن معاني كثيرة قد أعطيت لهذا المفهوم وخاصة في النظرية السياسية الأوروبية والأميركية، وفي هذا الخصوص بالذات تلاحظ الدارسة حنه فينيشيل بيتيكن في كتابها الموسوم “مفهوم التمثيل” أن هناك التمثيل الوصفي، والتمثيل الرمزي، وهناك مفهوم التمثيل الليبرالي والتمثيل السياسي وهلمَ جرا. إنه ينبغي أن نعي أن مفهوم التمثيل متعدد الأبعاد حيث أنه يتضمن بعدا سياسيا إلى جانب أبعاد معرفية مجردة أخرى كأن تمثَل الدوال عالم الطبيعة وأفعال الإنسان. وفي هذا السياق بالذات نجد الناقد البريطاني الراحل ستيوارت هول يعتقد جازما أن الثقافة هي قضية سياسية من دون ريب. وهنا نتساءل: ماذا يعني مصطلح التمثيل إذن؟ ففي دراسته المعنونة “التمثيل: المعنى واللغة” يقول ستيوارت هول إن “مفهوم التمثيل أصبح يحتل مكانا جديدا ومهما في دراسة الثقافة، فالتمثيل يربط المعنى واللغة بالثقافة”، وأنَ “التمثيل يعني استخدام اللغة لقول شيء ما له معنى عن العالم أو لتمثيل العالم للناس الآخرين على نحو له معنى”. ولكي ندرك كيف يربط التمثيل المعنى واللغة بالثقافة لا بد من التذكير بأن اللغة تبني المعنى، وأنها تعمل كنظام تمثيلي، وهذا يعني في تقدير الناقد هول أننا “نستعمل العلامات والرموز سواء كانت أصواتا، أو كلمات مكتوبة، أو صورا منتجة إلكترونيا، أو نوطات موسيقية، أو حتى أشياء لتدل، أو لتمثل لأناس آخرين مفاهيمنا وأفكارنا ومشاعرنا. فاللغة، سواء كانت لغة مكتوبة أو شفوية إلى جانب أشكال أخرى من اللغات وهي الوسائط التي من خلالها وبواسطتها يتم تمثيل الأفكار والمشاعر والمواقف والذكورة والأنوثة في ثقافة من الثقافات”. وهنا نتساءل: كيف يحصل التمثيل إذن؟ لكي نجيب عن هذا السؤال فإنه ينبغي علينا أن نتأمل هذا المثال التوضيحي الذي يقدمه هول كالتالي؛ “إذا قمت بوضع الكأس الذي تحمله بين يديك وخرجت من الغرفة فإنك تبقى قادرا على التفكير في ذلك الكأس رغم أنه لم يعد موجودا فيزيائيا هناك، وفي الواقع فإنك تستطيع فقط أن تفكر بمفهوم الكأس، وكما يقول علماء اللسانيات فإن ‘الكلب ينبح’ ولكن ‘مفهوم’ الكلب لا يستطيع أن ينبح أو يعضَ”. كاتب جزائريأزراج عمر

مشاركة :