آداب وأحكام / قلبك ولسانك - إسلاميات

  • 5/29/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يقول السائل: ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: «فإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم»، فما معنى المقاتلة؟ وهل النهي عن المشاتمة يخص الصائم دون غيره؟...يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: «الصيام جُنة فإذا كان أحدكم صائماً فلا يرفث ولا يجهل، فإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم - مرتين» متفق عليه، فالصيام جُنة -بضم الجيم- أي إنه وقاية وستر لصاحبه من الآثام ومن النار؛ لأنه يصون الصائم من الشهوات، كما قال العلامة ابن العربي: «إنما كان الصوم جُنة من النار لأنه إمساك عن الشهوات، والنار محفوفة بالشهوات»، فالصائم لا يرفث أي لا يتلفظ بالقول الفاحش، ولا يجهل فلا يفعل أفعال الجاهلين والسفهاء.وأما معنى قاتله أي إذا نازعه ودافعه شخص، أو شاتمه فإنه يكف لسانه عن خصمه ولا يعامله بمثل عمله، وكما قال العلماء إنه يقول بقلبه لنفسه لتصبر ولا تشاتم فتذهب بركة صومها كما نقله الرافعي عن الأئمة، أو بلسانه بنية وعظ الشاتم ودفعه بالتي هي أحسن وإن جمعها فحسن، ويسن تكراره مرتين أو أكثر لأنه أقرب إلى إمساك صاحبه عنه.وقال العلامة النووي شارحاً لهذه العبارة: «اختلفوا في معناه فقيل يقوله بلسانه جهراً يسمعه الشاتم والمقاتل فينزجر غالباً وقيل لا يقوله بلسانه بل يحدث به نفسه ليمنعها من مشاتمته ومقاتلته ومقابلته ويحرص صومه عن المكدرات، ولو جمع بين الأمرين كان حسناً، واعلم أن نهي الصائم عن الرفث والجهل والمخاصمة والمشاتمة ليس مختصاً به بل كل أحد مثله في أصل النهي عن ذلك لكن الصائم آكد» انتهى. فالنهي عن المشاتمة لكل مسلم إلا أن الصائم أولى بها.وأما قوله صلى الله عليه وسلم: «مرتين» أي يقول مرة بقلبه يذكّر نفسه ليكف لسانه عن خصمه، ومرة بلسانه ليكف خصمه عنه، والله تعالى أعلم.* دكتوراه في الفقه المقارنaaalsenan@aalsenan@hotmail.com

مشاركة :