تقول السائلة: أقضي وقتاً كبيراً من النهار في أعمال المنزل كالطبخ، وقد يستغرق ذلك أكثر من ساعتين وبالتالي يمر هذا الوقت دون أي نوع من العبادة، فما حكم الدين في ذلك؟لا شك أن أعمال المرأة في منزلها كالطبخ وغيره طاعة للزوج وحق من حقوق أولادها، وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يا عائشة أسقينا، يا عائشة أطعمينا، يا عائشة هَلُمي الشَّفرة واشحذيها بحجر- أي هاتي السكين وحديها وذلك في ذبح الأضحية» رواه الإمام أحمد.فهذه الأمور طاعة للزوج إن لم يكن فيها مشقة على الزوجة، فاحتسبي الأجر خلال هذه الفترة؛ لأن عملك في بيتك من واجباتك إن كان في حدود طاقتك، واحرصي على أداء الفروض ولا تؤخريها، ويمكنك أثناء الطبخ الاستماع إلى القرآن الكريم والبرامج المفيدة، وعليك بذكر الله تعالى بالتهليل والتسبيح والتكبير والدعاء بأنواعه يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقكهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى، قال: ذكر الله تعالى». رواه الترمذي.وقال صلى الله عليه وسلم: «سبحان الله والحمد لله تملأ ما بين السماوات والأرض» رواه مسلم، ونسأله تعالى أن يجعلنا وإياكم ممن صام ونال الحكمة من الصيام فكان في زمرة المتقين حيث يقول تعالى في هذه العبادة وثمرتها: «يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُـواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ» البقرة/183، وعسى الله تعالى أن يتقبل من جميع المسلمين صيامهم وقيامهم في هذا الشهر العظيم وأن يجعلنا وإياكم من المتقين، اللهم آمين.* دكتوراه في الفقه المقارنaaalsenan@aalsenan@hotmail.com
مشاركة :