آداب وأحكام / ضيافة الكافر على الإفطار - إسلاميات

  • 6/1/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تقول السائلة: أنا امرأة مقيمة في غير بلدي وليس لي علاقة إلا بجارتي وهي غير مسلمة، فهل يجوز ضيافتها أو دعوتها على الإفطار؟، فلعل ذلك يكون سبباً في هدايتها، أم أنه محرم لنهي الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: ( لا يأكل طعامك إلا تقي)؟... وشكراً.بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد:يقول تعالى في كتابه الكريم: «لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ» الممتحنة:8، يقول الإمام ابن كثير في تفسيره: أي لا ينهاكم الله عن الإحسان إلى الكفرة الذين لا يقاتلونكم في الدين كالنساء والضعفة منهم، أن تبروهم أي تحسنوا إليهم، وتقسطوا إليهم أي تعدلوا، إن الله يحب المقسطين. انتهى قوله.فإن ضيافة الكافر ودعوته للطعام مشروعة ولا حرج فيها، والبر والإحسان إلى الكافر غير المحارب مباح للآية الكريمة خاصة وأنها جارتك، يقول تعالى في الإحسان إلى الجار: «وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ» النساء/36، يقول الإمام القرطبي في تفسير الآية: وعلى هذا فالوصاية بالجار مأمور بها مندوب إليها مسلماً كان أو كافراً، وهو الصحيح، والإحسان قد يكون بمعنى المواساة، وقد يكون بمعنى حسن العشرة وكف الأذى والمحاماة.انتهى قوله،ومما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حق الجار قوله: «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه». رواه أبو داود، واسم الجار يشمل المسلم والكافر والعابد والفاسق.وأما قول النبي: «لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقي».رواه أبو داود والترمذي، قال المناوي إن مشروعية الضيافة تشمل الغني والفقير والمسلم والكافر والبر والفاجر: وأما خبر: لا يأكل طعامك إلا تقي، فالمراد غير الضيافة مما هو أعلى في الإكرام من مؤاكلتك معه، وإتحافك إياه بالطرف واللطف. اهـوعسى أن يتقبل الله تعالى نيتك الطيبة ويجعلك سبباً في هدايتها للإسلام؛ ولأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم، متفق عليه، والله تعالى أعلم.* دكتوراه في الفقه المقارنaaalsenan@aalsenan@hotmail.com

مشاركة :