كُـلُوديا في أرض الـعُــرْبَـان!! | عبد الله منور الجميلي

  • 5/31/2014
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

تناقلت بعض وسائل الإعلام الأسبوع الماضي حكاية (فِــيْــل) كان يَـسْـبح في منطقة "ريدينغتون" بخليج ولاية "فلوريدا" الأمريكية، وذلك في ظلّ استغراب الحضور والمارّة الذين تساءلوا ما الحكاية؟ ولماذا ذاك الفِــيل في البحر، وليس في الغابة أو حديقة الحيوان؟! وكانت الحكاية أن (كـلوديا) المرأة الأمريكية التي تبلغ من عمرها (58 عاماً)، كان حلمها منذ نعومة أظفارها أن تـحتفل بعيد ميلادها وهي تركب الـفِــيل على البحر؟! ورغم غرابة الحُــلــم وصعوبة تنفيذه إلا إن الجهات الخدمية المسئولة وتحت إصرارها، ساعدتها في تحقيق حلمها بعد اتخاذ الوسائل والتدابير التي تضمن سلامتها وسلامة المتابعين! فمجلس بلدية المدينة ومحافظها قد تساعدوا كثيراً مع "كلوديا" حتى أنهم خصصوا مكاناً لها على الشاطئ لإقامة حفل عيد ميلادها، فحققت مبتغاها بمساعدة الجميع الذين احتفلوا معها وفرحوا لفرحها!! بعد إكمالي لقراءة الخبر ذهبت في إغماءة سريعة وتخيلت تلك المرأة في إحدى الدول العربية التي تقتلها البيروقراطية، وتغيب عنها المواقف الإنسانية؟! فمن المؤكد أنه بمجرد نطقها سوف تتهم بالجنون، أو أنها تحمل فِــكراً تغريبياً إمبريالياً، أو أنها تخطط لعملية تخريبية لتجفيف ماء البحر وتَـبْـلِـيْـطِـه؟! فإذا سلمت من تلك الاتهامات سوف تحتار على أي الجهات تقدم؟! فكل مؤسسة حكومية من المؤكد أنها سَـتَـرْكُـلها للأخرى! ولو وجدت بالواسطة مسؤولاً ما يتفهم رغبتها؛ أجزم أنه سَـيُـلْـزِمُهَـا بموافقات ربما تأخذ سنوات، مثل قصة إخراج (صُــكُــوك الأراضي والبيوت قديماً) تتحول المعاملة فيها إلى كومة من الأوراق تطوف البلاد؟! فإذا أسعفها العُــمْـر وانتزعت الموافقة، أجزم سيغالي التجار في أجرة الـفِــيْــل، فإذا وجدت متبرعين أو داعمين لها، فسوف تكتشف بعد فرحتها بأن مـا جاؤوا به ثــور مُـتَـنَــكّــر في صــورة فِــيْــل؛ حينها ستموت من الــقَــهــر، فإن عاشت سيقال لها: اشربي يا كلوديا من الــبَـحْـر وانسي الأحلام! aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :