مؤسسة قطر للدمار الشامل الحبيب الأسود في العام 2002 صادف أن التقيت للمرّة الأولى والأخيرة بمذيع “الجزيرة” الشهير بتنظيم مباريات صراع الديكة والمعروف بعشقه لتجارة الخيول، وكان العالم لا يزال مشغولا بأحداث 11 سبتمبر 2001 واحتلال أفغانستان، فيما كانت طبول الهجوم على العراق تدق بقوة. المهمّ في الأمر أن الحديث أخذنا إلى تنظيم القاعدة، فتكلمت بما أعتقد أنه تنظيم إرهابي مسيء للإسلام والمسلمين ومدمر لحياة البشر الآمنين، ولكنّ أخانا كان له موقف مختلف، حيث قال بلسان عربي فصيح إن شباب القاعدة يبشرون بمستقبل أفضل للأمة، وهو يعني أن الأمة حيّة وترفض الموت وستولد من جديد على أيدي هؤلاء الشباب الأتقياء. هذا الكلام مرّ عليه 15 عاما، أذكره بين الحين والآخر وأنا أتابع كما يتابع غيري، انتشار المنظمات والتشكيلات الإرهابية في المنطقة من القاعدة إلى داعش، ومن أنصار الشريعة إلى جبهة النصرة فأنصار بيت المقدس، وجميعها ينحدر من البيت الإخواني، في حين لا يزال ذلك المذيع المعروف وقناته والواقفون وراءها، تمويلا وتوجيها وتأطيرا وتحريرا، يسعون إلى الخراب عبر دعم الإرهاب، فلا يجدون حرجا من تفجير المنطقة بالكامل بحزام ناسف ولا يهمّهم إن مات المئات أو الآلاف في العراق وسوريا وليبيا واليمن ومصر ولبنان وفلسطين والجزائر وتونس بالسيارات المفخخة والعمليات الانتحارية والألغام الأرضية والعبوات الملقاة على كمائن الأمن، وغيرها من وسائل الفتك بزهور الحياة، طالما أن قطر سعيدة بذلك وطالما أن قادتها ينتشون للون الدم القاني ولأشلاء الأطفال وعويل النساء ودموع العجائز ولانهيار المجتمعات وخراب العمران. إن مشروع تصنيع وتعليب وترويج الإرهاب في أسواق العرب والعالم ليس جديدا على مؤسسة قطر للدمار الشامل، وإنما يعود إلى 22 عاما خلت، عندما قررت بعض الأطراف المحلية والعالمية أن تتحول تلك الدولة إلى خنجر مسموم في صدر الأمة، وعندما ظهرت “الجزيرة” من تحت جدار قاعدة عسكرية أميركية لتكون بوق الفتنة مدفوعة بمخطط استخباراتي وقاعة عمليات إرهابية وبمليارات من الدولارات من أجل أن ينهار كل بناء حضاري في المنطقة تحت أقدام حكام مهووسين بالكراهية والثأر والتشفي من الشقيق والأخ وابن العم والصديق وبالرقص على جثث الأبرياء وهدر الدماء بقدر ما يصدرون من غاز مسال. وقد نجح حكام قطر في جزء كبير من مشروعهم التخريبي وآن لهم أن يدفعوا الثمن خصوصا وأن الأمر يتعلق بدماء مهدورة وشعوب مغدورة ومواقف منكورة أكدتها لي عبارات ذلك الإعلامي قبل 15 عاما. سراب/12
مشاركة :