أكرم عطا الله يكتب: حماس في القاهرة ..؟

  • 6/7/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

حماس في القاهرة ..؟ مفاجأة هي زيارة وفد من حركة حماس للقاهرة وهي الزيارة التي لم يعلن عنها الا  بعد أن أصبح الوفد خارج القطاع وفي ظل اغلاق معبر رفح كأن شيئاً طارئاً استدعى خروجه على عجل فما هو الطاريء؟ تكهنات كثيرة بعضها مخطيء وبعضها يصيب ولا معلومات رشحت حتى الآن في ظل تكتم شديد على عكس زيارات سابقة. طبيعة الوفد المشكل بما يعرف ب “لوبي الحركة الأسيرة ” تحتمل قدر من التساؤلات ولا نعرف اذا كانت حركة حماس هي من شكلت الوفد أم أن مصر هي التي طلبت المشاركين فيه وان كان يحمل ذلك أكثر من دلالة أولها أن أعضاؤه  باتوا يشكلون مركز القوة الفعلية بقطاع غزة ورأس التنظيم القوي فيه ممثلاً برئيس المكتب السياسي في القطاع يحيى السنوار وكذلك القوة الأمنية ممثلة بقائد قوي الأمن  اللواء توفيق أبو نعيم بالاضافة لعضو المكتب السياسي القوي روحي مشتهى.بقلم ـ أكرم عطاالله ثقل الحركة ومركزها انتقل منذ سنوات الى غزة وخصوصاً بعد أن فقد الخارج المقر الثابت في دمشق وأصبحت غزة التي تحققت فيها الحركة بالانتخابات وبعدها بالقوة المسلحة وبثلاثة حروب مركز قرار الحركة بلا منازع ويمتلك أعضاء الوفد ميزة اضافية وهي براءتهم من الانقلاب الذي نفذته الحركة عام 2007 بفعل وجودهم داخل السجون قبل أن يتم تحريرهم في صفقة التبادل عام 2011 هل يحمل هذا دلالات معينة لها علاقة بالزيارة؟ الأمر هذه المرة يختلف عن زيارات تمت وان كانت هي المرة الثالثة التي تلتقي فيها حركة حماس الدولة المصرية في ظل حكم الرئيس السيسي فالزيارة الأولى كانت قبل حوالي عام في نيسان العام السابق لم تكن موفقة وان ساهمت بتهدئة الأوضاع بين الجانبين على الصعيد الاعلامي ولكن ما طرحته مصر على الحركة الفلسطينية آنذاك لم تتم الاستجابة له خاصة طلب مصر بانتقال الحركة من المحور القطري نحو المحور المصري. حينها كانت حركة حماس في وضع أفضل ومصر كانت أقل قوة مقارنة بتطورات الأسبوع الأخير وقطر كانت مركز قوة هائل  لكن الزيارة الآن تتم في ظل تغيير كبير لموازين القوى التي تسارعت بشكل دراماتيكي أصبح فيها الحليف الوحيد للحركة في الاقليم في وضع لا يحسد عليه بل أن الطلب المصري السابق نفذته قطر التي طلبت من بعض كوادر حماس مغادرة أراضيها وأصبحت خيارات الحركة محدودة جداً. على الصعيد الفلسطيني هناك اجراءات تتخذها السلطة في قطاع غزة تصيب حركة حماس وعلى الصعيد الاقليمي تتبدل القوة في غير صالح الحركة ولصالح دول لديها مواقف حادة من الأولى مثل مصر والمفاجيء هو الموقف السعودي الذي عبر عنه وزير الخارجية عادل الجبير وهو يعلن التصعيد على قطر قائلاً “لقد طفح الكيل وعلى قطر وقف دعم حركة حماس” أما على الصعيد الدولي فقد جاء خطاب الرئيس الأميركي في قمة الرياض ليتم تصنيفها كمنظمة ارهابية وبغض النظر عن رفض هذا التصنيف لكن المناخ المحلي والاقليمي والدولي لم يكن معادياً في أي مرحلة بهذا الشكل حيث تقف حماس وحيدة بلا أصدقاء. هنا ربما أهمية الزيارة التي تضع الحركة أمام خيارات ينبغي فيها أن تحسم أمرها  وهي ما نقلته قناة الحدث المصرية بأن مصر أبلغت وفد حماس بشكل رسمي أن الحركة أمام خيارين اما أن تختار الظهير الفلسطيني والعربي وتكون جزء من الوضع الفلسطيني  والاعتراف بشرعية منظمة التحرير الفلسطينية وتسليم قطاع غزة للسلطة والثاني اما أن تختار أن تكون جزء من محور قطر وايران وبعد ذلك عليها تحمل المسئولية لأن هناك سياسة جديدة. اذا كان ذلك صحيحاً ربما يكون هذا هوالموقف الأصعب بالنسبة لها وفي ظل مناخات أكثر سخونة لأن الخيارين أحلاهما مر،  ان اختارت الأول هذا يعني التنازل عن  كل شروطها والتسليم بعجزها وفشل تجربتها وما ستحمله من نتائج على مستقبل الحركة ووجودها ودورها الوظيفي في اطار الحالة الفلسطينية واذا ما ذهبت للخيار الثاني هذا يعني تثبيت تهمة الارهاب وهي التي حاولت أن تتخلص منها عندما قامت بتقديم وثيقة سياسية جديدة أكثر مرونة من الميثاق السابق حيث أعلنت أنها حركة وطنية ما يعني ضمناً قطع صلتها بحركة الأخوان المسلمين وأن صراعها مع الاحتلال وليس مع اليهود وليس من السهل في ظل تغريدة الرئيس الأميركي ترامب بالأمس الذي اعتبر أن “الاجراءات ضد  قطر هي بداية نهاية الارهاب” وهذا آخر  ما تريده الحركة التي تطمح بأن تكون جزء من المكونات السياسية للمنطقة وليس جزء من مكونات تم تصنيفها كقوى ارهابية. لا نعرف أين سيرسو مركب حماس فكل الخيارات صعبة وتحتاج الى حسابات دقيقة وكلها خيارات فيها قدر من الخسائر ، والذكاء هنا كيف تخرج بأقل الخسائر؟ اذ بات واضحاً بأن الخلاف الخليجي هذه المرة ليس سحابة صيف عابرة كما كل مرة وطبيعة الانذار السعودي لقطر هو تطور غير عادي وبات واضحاً أن الموج ارتفع كثيراً وأعلى مما توقع الكثيرون وفاجأنا جميعاً.. حركة  حماس تقف على الحياد من أزمة الخليج تلتزم الصمت لا تعرف مثل الجميع الى أين سينتهي الأمر ولا تريد أن تكرر تجربة سوريا كل الأوضاع بالنسبة لها مركبة وهي أسرع من أن تعطي القوى السياسية فرصة للتفكير لكن يبقى خيار المصالحة كما كان دوماً هو الأقل خسارة صحيح أنه يحتاج الى تنازلات وهذه  طبيعة السياسة فالحركة تفقد أوراق القوة على المستوى المحلي والاقليمي والدولى وهذا له ثمنه على الطاولة لكن هذا الخيار هو الأفضل الذي يؤمن لها حضوراً في النظام السياسي الفلسطيني كشريك وممثل لكتلة اجتماعية لها الحق في التمثيل مثل باقي المكونات وبات واضحاً منذ سنوات أن الزمن في غير صالح الحركة وكلما تأخر زاد الثمن وأغلب الظن أن الفترة القادمة تحتاج الى سرعة في اتخاذ القرار هناك خشية أن تفوتها حركة حماس ، جيد أن مصر فتحت أذرعها في ظل هذا المناخ المعادي للحركة وبعد تصنيف قمة الرياض هي فرصة على حماس ألا تفوتها.  أخبار ذات صلةأكرم عطا الله يكتب: مصر وسوريا تدفعان ثمن نصر أكتوبر…!!أكرم عطا الله يكتب: عصور ظلام العرب …!!أكرم عطا الله يكتب: النكبة..عندما تتجلط الذاكرة ..!!أكرم عطاالله يكتب : كيف خرج المارد المذهبي من قمقمه…!!أكرم عطاالله يكتب : فرصة حماس الوحيدة بعد الوثيقة..!

مشاركة :