وماذا عن خطابات التكفير والكراهية؟! (2 –2)

  • 6/7/2017
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

كتبت في المقال السابق عن مطالبة زميلنا المحرر القضائي بـ القبس بعض أعضاء مجلس الأمة بتقديم اقتراح بقانون لسد الفراغ التشريعي، بتجريم متعاطي الخمور والمواد المسكرة حتى في المساكن والأماكن الخاصة! ونرد هنا على الزميل بقوانين بلدان التحضر والسنع التي نرجو منه وممن طالبهم من المشرعين ذوي الاتجاه الواحد، الاقتداء بها.. لانها تشكل فراغاً تشريعياً صارخاً في القوانين الكويتية! وأقصد هنا بقوانين السنع واقعة تمت منذ عامين من قبل أحد السياسيين الكبار في إحدى الدول الأوروبية وهو خيرت فيلدرز اليميني المتشدد رئيس حزب الحرية الهولندي. فيلدرز الهولندي ألقى كلمة منذ عامين في مؤتمر عقد في النمسا هاجم فيها الإسلام بقوله «إن الإسلام هو أيديولوجية حرب وكراهية، تدعو الناس للتحول الى إرهابيين»… * * * بعد هذا الخطاب تقدمت منظمة إسلامية نمساوية بالشكوى ضد فيلدرز بتهمة الحض على الكراهية، وهي تهمة يعاقب عليها القانون النمساوي بالسجن. السلطات النمساوية بعد أن تمعنت في خطاب فيلدرز العدائي والشكوى المقدمة ضده، قدمت طلبا للسلطات الهولندية، ممثلة بالنيابة العامة لملاحقة فيلدرز في هولندا بلده الأم، وحيث يتمتع بالحصانة النيابية.. النيابة الهولندية لم تبد رفضاً أو رأياً في موضوع الشكوى، وقررت أنها تعكف على دراسة الطلب.. وبنظري فإن هذا النوع من القوانين المتحضرة التي تحظر وتمنع خطابات الكراهية والتكفير والكراهية والازدراء هي ما تنقص بنياننا القانوني، وليس القوانين والتشريعات الاستعراضية الصاخبة، الأمر الذي تفنن فيه بعض أعضاء مجلس أمتنا منذ سنوات وعقود.. مثل قوانين منع الاختلاط والخيم الرمضانية والحفلات والسباحة المختلطة، والآن تجريم تناول الخمور حتى في الأماكن والمساكن الخاصة! وقد شهدنا ورأينا ونفوسنا تمتلئ بالأسى الأحكام بالبراءة تصدر على أناس منتمين إلى «داعش» و«القاعدة».. كما رأينا أساطين التكفير والدعوى للكراهية لمعتنقي الديانات لا بل العقائد الإسلامية الأخرى تصدر لهم أحكام البراءة، بشكل صادم بحجة عدم وجود نص يجرم ذلك الجرم البواح، أو بحجة البحث العلمي! فأين نحن من هذا الفراغ التشريعي الصارخ لنشغل أنفسنا بالتافه والهامشي من أمور، ربما لتغطية ما خفي كان أعظم من جرائم تفت في بنيان أهل المجتمع الواحد، وبعض أهل التشريع نواباً وحكومة عنها غافلون صامتون، لا أرى.. لا أسمع.. لا أتكلم! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.علي أحمد البغليAli-albaghli@hotmail.com

مشاركة :