في مقولة خالدة للملك المؤسس- رحمه الله – يقول : “إني جعلت سنتي ومبدئي ألا أبدأ بالعدوان بل أصبر عليه وأطيل الصبر على من بدأني بالعداء وادفع بالحسنى ما وجدت لها مكانا، وأتمادى في الصبر حتى يرميني القريب والبعيد بالجبن والخوف حتى إذا لم يبق للصبر مكان ضربت ضربتي وكانت القاضية”. تقوم سياسة المملكة العربية السعودية منذ قيامها على ثوابت أصيلة قائمة على الاحترام المتبادل، وحسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والحكمة، والتأني والتؤدة في اتخاذ القرارات، والصبر، والحلم، وتقدير المصالح الكبرى وعلى رأسها تعزيز الوحدة الخليجية، ونبذ الخلافات الضيقة وتجاوزها في سبيل الغاية الأهم وهي مصلحة الأمن الوطني والخليجي. في خضم الأحداث المتسارعة، والقرارات الحازمة التي اتخذتها حكومة المملكة العربية السعودية ضد الطيش السياسي لحكومة قطر، والتي تجردت بممارساتها من كل معاني الأخوة، وتقدير المصير المشترك بتبنيها أجندة سياسية قائمة على النفاق السياسي، والتلون، والخداع، والفت في عضد الوحدة والأمن الخليجي، والتآمر على وحدة المملكة وأمنها، والارتماء في حضن إيران، ودعم المنظمات الإرهابية، والتورط في ممارسات تنافي مبادئ حسن الجوار، والأخوة. إن جميع الدلائل والشواهد تؤكد استنفاد المملكة لصبرها فيما يتعلق بسياسة حكومة قطر، فلم تلتزم قطر في أكثر من محاولة قامت بها حكومة المملكة لرأب الصدع ، وإعطاء الفرصة لحكومة قطر في تغيير سياستها، وإثبات حسن النية ؛ للتوقف عن ممارسات الطيش السياسي الذي تمارسه، والتناغم مع سياسة إيران العدائية والتعاون معها ضد سيادة وأمن الخليج، ودعم التنظيمات الإرهابية. يقال اتق شر الحليم إذا غضب، والجميع يدرك أن المملكة حكمت أعصابها لآخر نفس، وتعاملت بصبر وحكمة، فعندما يتعلق الأمر بالسيادة والأمن الوطني هنا نقف! (خط أحمر)، فما رشح عبر وسائل الإعلام عن ممارسات وسياسات حكومة قطر ضد المملكة العربية السعودية أمر يندى له الجبين، وما خفي كان أعظم !!! لا للتباكي، ولا للمواربة، ولا للمداهنة ، ولا للمزايدة فأخوتنا لأشقائنا القطريين لا تنفك عراها، ولن تتبدل، ولكن بعد أن انكشف المستور واتضحت الأمور فنحن قلباً وقالباً مع القرارات التي اتخذتها حكومتنا الرشيدة بعد نفاذ صبرها فأمن المملكة خط أحمر أمام كائناً من كان، فلا للمساس بهذا الأمن فآخر العلاج الكي. نأمل أن تدرك حكومة قطر تداعيات هذه القرارات، وأن تعود لرشدها وتصحح من نهجها فالقواسم المشتركة بين حكومة قطر ودول الخليج أعمق وأقوى من الانجراف في ركاب إيران المارقة على كل الأعراف الدولية ، والراعية الأكبر لآلة الحرب والقتل والتشريد في المنطقة.يقول الشاعر طرفة بن العبد : وظلمُ ذوي القربى أشدُّ مضاضة ًعلى المرءِ من وَقْعِ الحُسامِ المُهنّد وكيل معهد الدراسات التربوية بجامعة الملك عبدالعزيز رابط الخبر بصحيفة الوئام: الدكتور أحمد الزايدي يكتب / بعد أن انكشف المستور
مشاركة :