لا تنفك المعطيات تتوالى عن درب الخيانة الذي انتهجه نظام الحكم القائم في قطر من خلال ازدواجية الوجوه والسياسات، والانقلابات المفاجئة على الأشقاء، في وقت تشهد فيه العلاقات بين نظام قطر وطهران نموذجاً ساطعاً، إذ لم يتورع الأمير السابق حمد بن خليفة عن التصريح «بأنه إيراني»، في حين لا يعدو أن يكون الخلاف المفتعل حول عدد من القضايا إلا ستاراً يخفي جانباً كبيراً من التحالف، والتخادم.وكشف عبد الله سهرابي السفير الإيراني السابق في قطر، في حوار مطول مع صحيفة «مشرق نيوز» الإيرانية، أن التقارب القطري الإيراني متجذر في عقل وقلب الأمير السابق حمد، وابنه تميم. ووصف السفير التقرب القطري للنظام الإيراني، وعلى رأسه المرشد علي خامنئي، بالتودد الذي يخالطه الخنوع، موضحاً أن إيران استضافت مساعد وزير الخارجية القطري لمدة أسبوعين في طهران ليتابع من هناك تحرير 48 شخصاً من أعضاء الحرس الثوري الإيراني الذين وقعوا في قبضة جبهة «النصرة» الإرهابية في سوريا. وقال سهرابي «قدمنا المساعدة لقطر في تحرير القطريين المخطوفين في العراق، وقد دفعت الدوحة للجهة الخاطفة نحو مليار دولار مقابل إطلاق سراحهم، فعلاقة أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة بالمرشد خامنئي ودية وممتازة للغاية، وقد سبق أن التقى به، فالشيخ تميم يحمل مشاعر الود والتقدير للمرشد، ولما كان ولياً للعهد طلب ثلاث مرات أن يلتقي بالمرشد، لكن وزارة الخارجية في طهران لم تتعاون لتنظيم هذا اللقاء لأسباب بروتوكولية». وأضاف «كان رفض الخارجية الإيرانية لعقد لقاء بين تميم وخامنئي سبباً في حزن تميم، الذي تربطه علاقة ممتازة مع الإيرانيين، فقد كان ينوي إبرام صفقات تجارية مع طهران». وتابع أن تميم عندما كان ولياً للعهد أخبر وزير الدفاع الإيراني السابق بأن «نصف الشعب القطري من قبيلة بني تميم، وهم «شيعة» عراقيون». وتابع «أخبرني حمد بن خليفة أن 16 من أجداد بني تميم القطريين عاشوا في منطقة جنوب إيران، ومعظمهم من ذوي الأصول الإيرانية وهو أحدهم».في غضون ذلك، قال الكاتب والمحلل السياسي الإيراني، رضا غبيشاوي، إن إيران تتخوف من وجود أي قوات عسكرية أجنبية في منطقة الخليج، وبالتالي تتخوف من وجود القوات المسلحة التركية في قطر. وأضاف غبيشاوي في تصريحات صحفية أن إيران وتركيا قوتان إقليميتان لديهما خلافات أساسية حول سوريا والعراق، لكنهما تتفقان حول قطر.وبادرت إيران بتأييد الخط السياسي لقطر، وسارعت في اليوم التالي لاندلاع الأزمة إلى إرسال عدد كبير من البضائع المحمولة جواً من مطارات أصفهان وشيراز لإقناع قطر بالاستغناء عن محيطيها العربي، والخليجي.وأوضح الكاتب الإيراني، أن أزمة قطر أدت إلى تقارب العلاقات بین إيران وتركيا، ويعد هذا التقارب تكتيكياً، على الرغم من منافسه إيران وتركيا اقتصادياً في الأسواق القطرية.
مشاركة :